الاثنين، أكتوبر 26، 2009

أنا ملحد وهل هناك إله؟

الغريب أن مسألة الإله الخالق ما زالت تُطرح يوميا علي مستوي العالم وقد يختلف الناس حول هذا الإله فكل يراه طبقا لمعتقده ولكن أن يُنَكَر وجدوه كليا فهذا هو العجيب وقد أصاب هذا المرض بعض أصحاب اللسان العربي وأنشأوا لذلك المنتديات والمواقع للترويج لهذا الفكر أو التجمع حول هذا الفكر

وقد يكون السبب في هذا الانكار التقليد أو الرغبة في تبرير الموقف المادي بدلا من الملاحظة الوقعية وادراك الوقائع.

الأغرب في هذا وقد يكون سببا لانكار الخالق هو ادعاء البعض بان انسانا مشي علي الأرض ،وتنفس الهواء، من لهم أجساد وأرواح محكومة بقانون الكون،بانه الخالق، أواشارات بخلودهم. وهذا بالطبع من التناقض الغريب في المفاهيم فلا يمكن للمخلوق أن يصبح خالقا في آن واحد ، يحتاج الهواء ،الماء والطعام وفي نفس الوقت المستغني عن كل شيء بنفسه، كونه مؤقت وخالد!

فلو كنت ممن يؤمن بأن انسان مثل بوذا أو كريشنا أو المسيح هو خالق الكون والمتحكم فيه فلتفكر ثانيةّ!

فمعظم الناس بطبيعتها يدرك وجود اله خالق وتري اشارات لذلك في كل الثقافات والعقائد وحتي عند الملاحدة، الشيوعيون والعلماء غير المؤمنين لا ينكروا هذه الحقيقة ولكنهم يجنبون مصطلح "خالق" ويستخدمون جمل مثل "الطبيعة الأم" أو "بطريقة عجيبة صممت الطبيعة......."

فلو ضربنا مثلا: عالم آثار يحفر بهمة في رمال الصحراء ووجد قِدر قديم من الصلصال، فإنه بعد البحث يخبرنا،من خلال هذه القطعة، الكثير حول الحضارة التي فنيت منذ آلاف السنسن وأنتجت هذا القدر ; يمكنه أيضا اخبارنا عن أنواع الأفران التي استخدموها، ودرجات الحرارة، الاسطمبات المستخدمة والمواد الخام وكل ذلك يصب في تقييم المستوي الفني والمهاري والتقني لهذه الحضارة...... إلخ

كل هذا من مجرد قطعة صغيرة من الطين ملقاة في الصحراء. وذلك يطرح عددا من الأسئلة :

هل شاهد عالم الآثار هذا الحضارة التي أنتجت هذا القِدر ؟

كيف أدرك حتي وجودها ؟

هو علم بهذا كله لان كل المعطيات توصله الي ذلك الشخص المُصَمِم، والمُشَكِل، ولديه الذكاء لاستعمال النار لانتاجها وليس ذلك فقط ولكن انما أيضا تلوينها وجعلها تبدو زاهية.

بالنسبة لعالم الآثار كل هذه المعطيات توصل الي طرف المعادلة الرياضية وهي عملية استنتاجية بحتهز

فانظر حولك : إلي غروب الشمس المبدع، إلي ضياء القمر ، إلي النجوم بالليل ، إلي الماء الي تشربه(الذي يصعب تكوينه صناعيا الا بظروف )، إلي الأشجار التي نبتت من حبوب صغيرة.

فكر في نفسك: تلك العينان التي تري بها والتي تتأقلم مع شدة الاضاءة المتاحة وذلك باتساع الحدقة وضيقها وبذلك تتغير حساسيتها للضوء، أذنك اللتان تستمع بهما، لسانك الذي تتحدث به وتتذوق به، يداك وقدماك، قلبك وعقلك، هل فكرت يوما بعمق في مدي تعقيد هذه الأجزاء وعلي الرغم من ذلك تتوافق مع بعضها البعض علي أكمل وجه.

ما بين حركة المجرات و تعقيدات تفاعل الجزيئات ، ما بين تعقيدات الحامض النووي DNA ودورة المياة في الطبيعة ، كل ذلك يقود الي الحقيقة البينة وهي وجود الحكمة والعلم والقدرة التي تسمح لهذا الكون بالوجود والعمل.

بالنسبة للانسان البصير حدوث الخلق وتعقيداته هو برهان حاسم لوجود وعلم وحكمة من خلق ونظم وحافظ علي كل هذا.