الأربعاء، أغسطس 29، 2007

المقعد رقم 24 - الجزء الرابع

على فكرة أنا نسيت أقول لكم على موقع الشيخ يوسف إستس

http://www.shareislam.com

****

قال لي الشيخ علي:

في مرة بني مسجد في وسط حي مجرمين بيبيعوا مخدرات كوكايين و ياخدوا فلوس الناس بالعافية You know، مجرمين كتير موجودين في منطقة المسجد و المسلمين و نساء و أطفال يروحوا المسجد في وسط المجرمين

قلت لهم: مش هينفع كدا يا جماعة لازم نكلم الناس المجرمين دول عشان نحمي أولادنا و نساءنا

قالوا لي: هنعمل إيه يعني؟ دول ما فيش فايدة فيهم!

قلت: لازم نكلم المجرمين دول حتى لو نعمل دا مرة في الأسبوع

مافيش حد عمل حاجة

رحت أنا جايب على حسابي سماعات و جهاز و ميكروفون، و حطيت السماعات خارج المسجد، و رحت أعرف الناس المجرمين دول بالإسلام و أن الذي يفعلونه دا مش صح و You know و حاجات زي كدا

ثم سافرت إلى مصر و استقريت فيها و كنت في الأول بانزل أجازة كل سنة

في واحد من الأجازات لقيت واحد بيسلم علي و يقول لي إنت مش عارفني؟ أنا كنت واحد من المجرمين الي انت كنت اتكلمت في الميكروفون معاهم من كام سنة... كلامك أثر في و دخلت الإسلام ... جزاك الله خيرا

في مرة و انا في مصر جاء لي صديق مصري بصديق له صيني، كان صديقي يريد أن يعرف الرجل الصيني شيئا عن الإسلام قبل أن يسافر إلى الصين، لأن مسافر غدا...

استعنت بالله و كلمته ... و أسلم ... و سافر تاني يوم

فالحمد لله

الإسلام في أمريكا كان يتنشر في السبعينيات بحسن أخلاق المسلمين و بكثرة الدعاة أما الآن فالمسلمون للأسف أخلاقهم وحشة و مافيش ضمير في العمل و عندهم عنف في الكلام مش عارف ليه كدا

وYou know

لكن برضه الإسلام ينتشر - سبحن الله

الناس يقولوا المسلمين ليه كدا إرهابيين و متخلفين و في كل العالم، ممكن يكون دينهم هو اللي خلاهم كدا، عايزين نشوف و نقرا عن دين الإرهابيين دول

و لما يقرؤون... يتعجبوا كيف..كيف هذا الدين الجميل لا يستخدمه و لا يطبقه المسلمون

و يدخلون في الإسلام

كل عام يدخل آلاف من الأمريكيين في الإسلام

و المسلمون بعيدون ... لماذا؟

كان عندنا في أمريكا زمان إعلان تجاري في التلفزيون عن شركة كبيرة: ناس كتير و دوشة و فوضى في المكان - و بعدين يدخل راجل تخين كدا؛ فالناس كلها تسكت... و الدنيا كلها هدوء و نظام ... و يسمعوا كلامه

و بعدين ييجي واحد يقول في نهاية الإعلان :

When EF Hutton speaks, everyone listens

و قال هو يتبسم تبسم المغضب: المفروض لما الإسلام يقول كل الناس تسمع و تطيع

يا مسلمون لما الله سبحانه و تعالى يقول.. و رسوله صلى الله عليه و سلم يقول ....لازم everyone listens

- ربنا يبارك فيك و الله يا شيخ علي، و إنت رايح مصر تعمل إيه؟

- كنت قبل أن أجد وظيفة المدرس دي أعمل في القاهرة خمسة أيام و أعود للإسكندرية يومين بس في الأسبوع، لكن الآن بعد أن اشتغلت مدرس أعمل في القاهرة يومين بس

- بتشتغل إيه بقى في القاهرة؟

- في شركة تنتج شرائط و CDs و و تترجم كتب باللغة الإنجليزية لشرح الإسلام للناس في أوروربا و أمريكا، و كمان بنعمل قصص الأنبياء و الصحابة و حاجات تانية في شكل أفلام كرتون للأطفال، و نحن نقوم بعمل أصوات الممثلين و الشخصيات الكرتونية باللغة الإنجليزية، كمان أحيانا ببيع عطور في القاهرة، و أحيانا بجيب خمارات و أبعتها لأخي عبد الرحمن في أمريكا يبيعها للمسلمين هناك؛ الواحد لازم يبيع حاجة مفيدة و كمان الناس محتاجين اللباس الإسلامي في أمريكا جدا you know

- (مذهولا و سعيدا) و الله يا شيخ علي ربنا يزيدك...

- الحمد لله الأمور ماشية و الواحد نفسه يعمل حاجات كتير للإسلام، و كمان الواحد لازم يكون مسلم مش بس عنده علم و دعوة، لازم كمان يكون قوي في جسمه؛ أنا برضه الحمد لله أعمل شوية رياضة عندي في البيت، و أحاول أربي أولادي على الإسلام....

............... و للأسف القطر وصل محطة مصر و الناس ابتدت تنزل، أنا بأمانة ماكانتش الفرحة سايعاني و ماكنتش عايز أنزل بس طبعا مش عايز أتقل على الشيخ علي

- طب إديني تلفونك يا شيخ علي لو سمحت؟

- حاضر

- عشان لو عايز أخليك تيجي تكلم واحد مش مسلم و مش مصري تيجي تكلمه عن الإسلام يمكن ربنا يهديه على إيدك

- يا ريت

و خدت تلفونه

- أسميك إيه بقى على المحمول؟ الشيخ علي رسول؟

- ممكن (علي الأمريكاني)

- يا راجل؟ إنت مش ماصدقت سيبتها؟!!!

- أيوة، بس مش الإمام البخاري مثلا منسوب إلى بخارى بلده؟

- (ضاحكا) خلاص يبقى نسميك الشيخ علي الأفريقي ثم الأمريكاني

و تبادلنا التحية و عبارات الإخاء

و أحسست بحزن على فراق مثله و فرح على لقاء مثله

أحسست نحوه بغبطة لأنه يعمل للإسلام ما أدعو الله أن يوفقني لمثله و أحسست نحوي بانكماش في نفسي استصغارا لما أزعم أني أقدمه

اللهم يا رب أعزنا بالإسلام و أعز الإسلام بنا

يا رب أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الإيمان و يذل فيه أهل الكفر و يؤمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر

اللهم اهدنا لما تحب و ترضى

و ارزقنا الإخلاص و علو الهمة و تجريد المتابعة لشرعك

و اجعل ما سمعناه زادا إلى حسن المصير إليك و عتادا إلى يمن القدوم عليكم

إنك بكل جميل كفيل و أنت حسبنا و نعم الوكيل

الاثنين، أغسطس 27، 2007

المقعد رقم 24 - الجزء الثالث

..............................

- يعني إنت مش متابع قناة الهدى؟ مش بتشوف الحلقات بتاعتك؟

- لا، مش متابع و مش عارف هم لسه يعرضوا الحلقات و لا لأ، القناة دي فيها الشيخ يوسف استس الأمريكي تعرفه؟

- طبعا، the white American؟

- yeah white، بلحية كبيرة و جلباب و داعية كبير يدخل كتير من الناس الإسلام على يديه الآن، والذي دعاه للإسلام مصري كان مقيم عنده في بيته، المصري كان مش ملتحي و إنسان عاديYou know و القصة معروفة و حكاها هو قبل كدا، كان فيه قسيس مريض و كان الشيخ يوسف قبل إسلامه يزوره كتير في المستشفى، فيه مره جه يزوره مش لاقاه، سأل عليه، ما فيش حد عايز يقول، هددهم و قال لو ماقولتوش أنا هروح للمحكمة و أعمل مشكلة ... قالوا له خلاص خلاص.. بس الموضوع دا سر مش تقوله لحد؛ إحنا حطيناه في دار المسنين

دار المسنين دي وحشة؛ مكان يسيبوا فيه الناس العواجيز عشان هم خلاص زهقوا منهم، مافيش رعاية و لا اهتمام و لا أدب و لا حد يسأل عليهم – شيخ يوسف زعل جدا و راح للقسيس و أخده معاه البيت و قال له إنت تقعد معايا هنا أحسن... و كان في نفس الوقت برضه فيه واحد مصري ساكن معاهم في البيت و له غرفة You know

القسيس لاحظ إن المصري دا بيروح المسجد، قال للشيخ يوسف أنا عايز أروح أشوف دول بيعملوا إيه في المسجد، اتفق مع المصري ياخد القسيس معاه عشان يتفرج

رجع القسيس... شيخ يوسف بيسأله: شفت إيه؟ بيعبدوا حيوان و لا يمسحوا في حيطة و لا إيه؟ القسيس قال: ولا حاجة من دي!! بيروحوا هناك و بيصلوا!!!! شيخ يوسف (متعجبا غاية العجب): بيــ إيه؟ بيصلوا؟ بس؟!!!!!!!!!! القسيس يقوله (محدقا في الفراغ و سابحا ببصره في شبه ذهول): آه بيصلوا!!!

ثم تكرر طلب القسيس الذهاب عشان يتفرج ... حتى أسلم القسيس!

صدمة للشيخ يوسف.. ذهب لزوجته ليحكي لها: شوفتي اللي حصل؟ قالت له: لو سمحت طلقـني؟، قال: يا بنتي أنا مش باتكلم على المشاكل اللي بيننا... بقول لك شوفتي اللي حصل؟ قالت له: ما ليش دعوة لو سمحت طلقـني؟، قال (مستغربا): هو فيه إيه؟ إنت فاكراني هاقول لك إن أنا عايز أبقى مسلم؟؟ لأ طبعا أحب أطمنك مش هيحصل أبدا، أنا جاي عشان أقول لك على المصيبة الكبيرة، قالت له: ممكن تطلقـني؟، دي اتجننت و لا إيه؟ إنتي يا ست إنتي القسيس أسلم ... شوفتي المصيبة ... قالت له: أنا مش عايزاك تطلقني عشان إنت عايز تبقى مسلم، أنا عايزاك تطلقني عشان واحدة مسلمة زيي ما ينفعش تكون متزوجة نصراني زيك؟ قال لها: معقولة! دا أنا كمان كنت عايز أقول لك كدا، و كنت عايز أبقى مسلم من فترة، قالت له: بص بقى ما هو إنت يا إما كداب يا إما نصراني و في الحالتين ... طلقني!

خرج الشيخ يوسف من البيت للشارع بيفكر و مشغول ... و حس إنه عايز يكون لوحده ... و في مكان ما يشوفوش فيه حد .. سجد الشيخ يوسف على الأرض!!! و أحس براحة

راح الشيخ يوسف للراجل المصري وقال له عايز أكون مسلم أعمل إيه؟ قال له قول لا إله إلا الله محمد رسول الله قال له بس؟ قال له بس

و راح مغير اسمه ليوسف

طبعا هناك في أمريكا الموضوع سهل جدا كل يوم عايز تغير دينك ما فيش مشكلة عشان كدا سهل موضوع تغيير الاسم و الدين و You know

المهم بعد كام شهر أبو الشيخ يوسف و أمه كمان دخلوا ف الإسلام و شوية كمان كدا و أولاده كلهم دخلوا ف الإسلام... و الحمد لله

و الشيخ يوسف استس من أكبر الدعاة إلى الإسلام في أمريكا و العالم دلوقت

المصريون الذين يُـدخِلون الناس في الإسلام كثيرون و الحمد لله

(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)

- سبحن الله!!

- لي خال كان يتحداني أنا و أخي أن ندخل في الإسلام، و كنا نتحداه، حتى دخلنا في الإسلام بحمد الله، ثم أصبح هذا الخال يراقبنا و يستغرب ...

في مرة كان عندنا تجمع عائلي في كريسماس أو حاجة زي كدا You know، أنا مش كنت عايز أروح عشان أنا عارف إن فيه حاجات حرام كتير، خمرة و رقص و موسيقى و غيبة و حاجات غلط كتير

بس لو ما رحتش أهلي يزعلوا مني و يمكن يقولوا إن الإسلام هو اللي خلاني بعيد و مش كويس معاهم

قلت لنفسي لازم أروح بس لازم أخلي فيه نية طيبة

لازم يكون عندي نية آخد بيها ثواب من الله You know

قلت أروح بنية الدعوة ... أدعوهم للإسلام، و كنت قبل كدا أكتب الشعر Poetry أكتب الشعر عن الإسلام و مبادئ الإسلام You know

فلما ذهبت إليهم و قرأت عليهم الشعر عن الإسلام ... كانوا قاعدين ساكتين بيسمعوا بس من غير تعليق

بعد شوية خالي أخد خالتي في أوضة (غرفة) جانبية و قعدوا يتكلموا عني ... سمعتهم بيتكلموا و بيقولوا الولد بيتكلم كلام مقنع.. و كلام شكله صح ... يعني هندخل في الإسلام معاه!!!؟ لأ طبعا... بس دا مش يمنع إن كلامه ممكن يكون صح

و مر عام أو أكثر على هذا الموقف

و جاء مرة رمضان و كنا بالطبع صائمين أنا و أخي و جاء خالي و راح يقلدنا فيصوم معنا و يأكل معنا و ذهب للمسجد معانا و يغسل أطرافه بالماء يقلدنا ثم أراد أن يقف معنا في الصف و يقلد حركات الصلاة

قلت له: شوف .. لو إنت عايز تعمل زينا اعمل إنت حر .. بس مش هتاخد حسنات و لا ثواب عشان إنت مش مسلم

قال لي: طب أكون مسلم إزاي؟

- قول لا إله إلا الله محمد رسول الله

- لا إله إلا الله محمد رسول الله

دا معناه إن نتيجة الدعوة مش لازم تشوفها في نفس اللحظة ممكن بعد فترة طويلة .. إنت بتحط بذرة و الله يهدي من يشاء متى شاء

..................................................... نتوقف هنا للفاصل ... ثم نواصل بعد قليل إن شاء الله

ما الذي يمكن أن نكون تعلمناه من موقف كهذا؟

مع العلم أن الذي سنتعلمه من باقي القصة مازال كثيرا... الله المستعان

الجمعة، أغسطس 24، 2007

المقعد رقم 24 - الجزء الثاني

- متى أسلمت؟

- سنة 78

- كيف أسلمت؟

- (ضاحكا) حكيت هذه القصة مئات المرات، و لكن أحاول أن أغير طريقة الحكاية حتى لا تصبح مملة: كنا في تلك الفترة كأمريكيين ملونين نقرأ في التاريخ و في كتب ظهرت في تلك الآونة تحكي كيف أننا أخذنا من أفريقيا بالظلم لنعمل عبيدا هنا في هذ البلاد، و كنا نهان و نضرب و نعذب، منتهى الظلم و منتهى الإهانة You know

... و في ذات الأثناء كان دعاة من المسلمين يدورون على بيوتنا و مدارسنا و شوارعنا يتكلمون معنا عن الإسلام وكيف أنه دين القوة و دين العدل و الرحمة

و كيف أن هؤلاة البيض كانوا ظالمين و كانوا يغيرون دين العبيد بالعافية و بالضرب حتى يكونوا نصارى You know

و كيف أنهم كاذبون كذلك و الدليل أنك افتح أي كتاب عن تاريخ العالم You know لن تجد أي كلام عن المسلمين و دولة الإسلام مع أن المسلمين كثيرون في العالم

معنى هذا أنهم يريدون إخفاء الحقيقة

فهم كاذبون و ظالمون

و أخرجوا الناس عن دينهم الأصلي بالضرب و الظلم و You know

كنا نفرح كثيرا بمثل هذا الكلام الجميل و المقنع

و بهذا الدين العظيم

فقلنا له نحن نريد نكون مسلمين، كيف نكون مسلمين؟

قال تقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله

فأسلمت أنا و أخي و غيرنا أسامينا فسميت نفسي (علي رسول) و أخي سمى نفسه (عبد الحميد رسول)

و رسول هذا أخذناه من اسم الرجل الداعية – كان اسمه (مصطفى علي رسول)

و أمي كانت على وشك أن تسلم و كان هذا الرجل وعدها بالزواج ثم حصلت مشاكل و لم يتزوجوا و لم تسلم حتى الآن – أرجوك ادع الله أن يهديها

- ماذا كنت تعمل في أمريكا قبل ما تأتي مصر؟

- في بيع العطور، و لكن You know هناك تجارة العطور مربحة جدا: أنا عملت دراسة و حساب و لقيت إنه لو اشتريت بـ 28 دولار يدخل لك 84 دولار، فكنت مثلا على أقل حاجة العطور تكلفني 100 دولار و يدخل لي دخل 400 دولار، متصور دا؟!!! يعني أقل حاجة مكسب 300 دولار لكل 100 دولار

- طب ماحاولتش تشتغل في تجارة العطور هنا؟

- حاولت ولكن هنا الـ 100 جنيه تدخل لي دخل 125 جنيه !!!!!!!! و المصاريف كتيرة: إيجار و أكل وYou know ، يعني عشان يكون فيه مكسب لازم الواحد يبيع ياما

- بس إنت كدا مش كفاية عليك وظيفة المدرس؟ مش كدا؟

- طبعا مش كفاية، بس هي دلوقت كويس، بس بعد كدا أن عندي أفكار و خطط وYou know ، كمان أنا عايز أجيب شقة تمليك لأنه مش هينفع إيجار دا كدا يكون فلوسه كتير، كمان أنا بفكر في أعمال دعوة للإسلام مثلا أسجل بصوتي على CDs كتب أترجمها للغة الإنجليزية للمسلمين في أمريكا أسجلها بصوتي، و بعد كدا ممكن أحط مش صوت بس أحط صور و فيديو مع الصوت... و حاجات كثير ... بس مش دلوقت لأن الحاجات دي محتاجة فلوس..بعدين إن شاء الله

- عندك تلفزيون في البيت؟

- لأ

- لأن فيه قناة تلفزيونية على الفضائيات اسمها قناة الهدى باللغة الإنجليزية قناة إسلامية جميلة جدا

- إنت تتفرج عليها؟

- طبعا قناة ممتازة

- ما شفتينيش فيها؟

- شفتك فين؟

- أنا لي 52 حلقة مسجلة فيها – عنوانها أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم – في أولها حصان أسود (و بدأ يمثل لي بيديه و أصوات فمه صورة الفارس و الحصان) بيعمل إي ي ي ي هي يهيي ي

- يا راجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! معقولة؟ و أنا حاسس إن أنت شكلك مش غريب عليا بس ماتخيلتش، و الله ربنا يبارك لك

- الحمد لله، العمل في الدعوة و للإسلام ضروري جدا و الأعداء يعملون ليل و نهار في الضلال و الفتن و الفساد، و يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون، المسلمون لا يحسون بهذا الخير الذي بين أيديهم You know

- طيب على وجه الإجمال: مصر في رأيك أحسن و لا أمريكا؟

- طبعا مصر، هم عندهم الدنيا و هنا المسلمون عندهم الآخرة، و المهم هو الآخرة. يكفي أنك ترى الأولاد الكثيرين يحفظون القرآن و الأذان في كل وقت و كل مكان، هنا الأولاد يحفظون القرآن كله و السؤال هنا: كم جزءا تحفظ؟ أما في أمريكا فالسؤال: كم سورة تحفظ؟ و طبعا كله من (جزء عم) بس!!

بس طبعا فيه مشاكل كتير هنا عند المسلمين، يعني مثلا السجاير هنا أكتر بكتير من أمريكا ... ما فيش مكان شميت فيه دخان سجاير أكتر من مصر للأسف، و كمان الرشوة كتير

- بس أكيد برضه في أمريكا فيه رشوة!!

- فيه طبعا بس قليل جدا بالنسبة لهنا، لأن هناك موظف الحكومة بياخد مرتب كويس خالص، كل الناس تقول يا ريت نشتغل في الحكومة، عشان تديله رشوة لازم تكون كبيرة جدا و دا مش بيحصل، كمان لو حد اكتشف إن فيه موظف حكومة أخد رشوة بيحصل مشاكل كتير و خصم و فصل من الوظيفة و ممكن سجن كمان .. ما فيش حد عايز دا يحصل له!!

و كمان فيه ناس كتير هنا في مصر من المسلمين مش حاسس بقيمة القرآن و الإسلام

مرة كنت أقول بفرح شديد لرجل مسلم: إن رحمة الله قريب من المحسنين، ألم تقرأ هذا الكلام الرائع في القرآن You know، فقال دون اهتمام: نعم ثم ماذا؟، فقلت: يا رجل ألا تحس هذا المعنى الجميل ... رحمة الله ... رحمة الله قريبة منك إذا كنت محسنا ... الله يعطيك مفتاح السعادة ... كنت في ضلال فأعطاك المفتاح .. اذهب و افتح لنفسك... رحمة الله... ألا تعلم أنه لن يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله – حتى الرسول صلى الله عليه و سلم You know

الآن تعرف .. معي المفتاح ... عشان أكون قريب من رحمة الله و من دخول الجنة أكون محسنا و أعطي للفقراء و المساكين و أساعد الناس ..

.......

الناس في أوروربا و أمريكا لا يعرفون شيئا عن هذا الدين ... و عندما يعرفون فهم واحد من ثلاثة:

واحد لا يريد أن يسمع أصلا – مش عنده استعداد (إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء)

و واحد يسمعك و يريد أن يهتدي و لكنه كأنه في يده حديد و مشدود للأرض – مسكين غارق في مشاكلو و شهوات وYou know

و واحد يسمعك و يريد أن يدخل في الإسلام فورا – بس يسمع الكلام الصحيح عن الإسلام

ناس كثيرون يدخلون في الإسلام كل سنة و في كل مكان

كل المطلوب أن حد ييجي يتكلم معاهم شوية عن الإسلام

- طبعا لأن الإسلام قوته ذاتية، سواء تحرك المسلمون أم لا؛ فالله يظهر دينه و ينشره

- كمان لأن غير المسلمين لا يعيشون حياة آدمية، الكوكايين في أمريكا في الشوارع كما تباع الحلويات You know؛ أنت .. ليه تبيع الكوكايين و أنت تعرف أنه يدمر جسم أخوك؟؟؟!!، كذلك الخمر، كان لي خال يسكر فلا يستطيع الوقوف ... فيسقط في التراب ما يقدرش يقف تاني، صاحبه معاه يكون سكران برضه يحاول يساعده عشان يقوم يقع على الأرض جنبه!!! إيه دا!!؟؟ زي الحيوان؟ إنت مش إنسان؟ سبحن الله ...

..............................

- يعني إنت مش متابع قناة الهدى؟ مش بتشوف الحلقات بتاعتك؟

- لا، مش متابع و مش عارف هم لسه يعرضوا الحلقات و لا لأ، القناة دي فيها الشيخ يوسف استس الأمريكي تعرفه؟

- طبعا، the white American؟

- أيوه the white، بلحية كبيرة و جلباب و داعية كبير يدخل كتير من الناس الإسلام على يديه الآن، والذي دعاه للإسلام مصري و قصته هي...

..................................................... نتوقف هنا للفاصل ... ثم نواصل بعد قليل إن شاء الله

ما الذي يمكن أن نكون تعلمناه من موقف كهذا؟

مع العلم أن الذي سنتعلمه من باقي القصة مازال كثيرا... الله المستعان

الأربعاء، أغسطس 22، 2007

المقعد رقم 24 - الجزء الأول

كنت عائدا بالقطار إلى القاهرة في عطلة آخر الأسبوع...

قطار 930 .. عربة 6 .. مقعد 24 ..

... ما هذا؟ من هذا؟!

محمد: لو سمحت حضرتك دا مكاني تقريبا

الراجل: ما أنا عارف، بس بعد إذنك عشان أقعد جنب مراتي، أنا كان رقمي 17 ممكن تقعد فيه؟

محمد: طبعا طبعا

و التفت فإذا بي بمقعد جوار النافذة و جار زنجي نحيل ملتح يرتدي جلبابا أبيض و يأكل باهتمام و صمت، شعرت للوهلة الأولى نحوه بالضيق، رائحة الطعام و الطبيخ و منظره و هو يأكل بالملعقة من كيس بداخله وعاء كبير و أطباق كل هذا على حجره الصغير، و لكن للحق كان غاية في الهدوء و البساطة...

سرحت بخواطري لأعماق أفريقيا حيث السود البسطاء الذين يأكلون طعاما غريبا بأيديهم و يضحكون ملء أفواههم... دائما طعامهم له ذات الرائحة

أظنني أحب السفر.. و أحب التعرف على بيئات و أناس و تقاليد جديدة

اكتشفت كذلك أن أمامه على الأرض حقيبته و أكياس أخرى فيها أطباق و زجاجات..

و في وسط الأكل، الراجل اللي مع مراته اللي كانوا قدامنا ما كانش عارف يظبط الكرسي و يثبته، قام صاحبنا الزنجي ساب الأكل اللي ف إيده و قام من مكانه و باحتراف عالي و حرص على خدمة بلا مقابل بشهامة و بساطة... و هوب... راح بخبطة واحدة ظبط المسائل و قعد يكمل أكل عادي و بهدوء رائع.

تركته و شأنه و شرعت أتلو وردي من القرآن بصوت خفيض

فإذا به يترك الأكل و يلتفت إلي مبتسما... ثم يمد إلى يده مسلما (طبعا كرد فعل سريع عفوي تأكدت من أن يده نظيفة ليس بها أثر طعام)

الزنجي: السلام عليكم

محمد (مبتسما بود): و عليكم السلام، كيف حالك؟

الزنجي: الحمد لله، أفطرت؟ (لأنه كان يوم خميس، و من الواضح أنه كان صائما!)

محمد: الحمد لله

ثم عاد يأكل و كأن ما فيش حاجة حصلت !

بس أخدت بالي من نطقه العربية، و تلك الغترة البيضاء على كتفيه، و لحيته، و غطاء رأسه الصغير الأسمر، و هدوء طبعه و حسن عشرته

كل دا؟ أي والله كل دا

المهم أنا كملت قراءة و هو كمل أكل (مش عارف كل الأكل دا و مش تخين إزاي؟)، و بعد ما خلص أكل ابتدا شرب

عصير و مياه و بعدين قعد يحلي بشوية كيك بالزبيب تقريبا (خمنت من حاسة شمي)

و بعدين وضب كل الحركات دي و حط كل الحلل و الأطباق و بقية الأكل و الزجاجات في أكياس و اطمن عليها... و قام رجع الكرسي لورا... و نام ..!!!

و في خلال دقيقة كان بقى ف سابع نومة و سمعت غطيطه كأنه نايم من ساعة (واضح إنه كان مرهق!)

طبعا الشيطان الرخم قال لي: شايف... آدي يا سيدي، معظم المسلمين على كدا، يضحكوا على نفسهم بصيام الاتنين و الخميس، و هم لا المجتمع بيستفيد منهم و لا حتى الدين نفسه بيستفيد منهم حاجة، كله كدا: صيام بالنهار و كسل و بعدين أكل و نوم و جلابية قصيرة و لحية!!! و فاكرين إنهم كدا بقى آخر تمام

الله يحرقك يا ملعون!

قعدت شوية أخلص الورد القرآني و بعدين لاقيت زي مايكون الراجل الزنجي سمع الشيطان الرخم، فقام من النوم و كأنه أخد كفايته، و طلع المصحف هو كمان و قعد يقرا

سبحن الله

شوية و قمت أنا مطلع جهاز الحاسوب المحمول اللي معايا و كنت ناوي أكتب تدوينة جديدة. بعد شوية لاقيته بيلتفت لي و يسألني شوية حاجات كدا عن مشكلة بتقابله في تحرير النصوص المكتوبة على الحاسوب

راجل حبوب جدا، يتكلم العربية الفصحى المكسرة مختلطة باللهجة السكندرية المصرية و قليل جدا لا يذكر من الإنجليزية الشديدة الإتقان

ثم دار حوار طويييييييييييييييييييييييييييييييييييل إلى نهاية الرحلة، اعذروني لن أتكلم الفصحى إلا قليلا مجاراة لمستوى الحديث الذي كان بيننا

محمد: بتشتغل إيه؟

الزنجي: مدرس لغة إنجليزية في American College

- تدرس لمصريين؟

- نعم، ولكن هم المسئولون في المعهد يقولون إن هناك طلبة مش مصريون

- ما جنسيتك؟

- أمريكي

- أمريكي !!!! (الآن فهمت لماذا إنجليزيته شديدة الإتقان) و قبل أن تكون أمريكي؟

- (ضاحكا) كنت في رحم أمي

- يعني أنت أمريكي أصلي، متزوج؟

- نعم متزوج من مصرية منذ أن جئت إلى مصر من سنة 2000

- عندك أولاد؟

- بنت عندها ست سنوات و ابن عنده ثلاث أو أربع سنوات

- متى أسلمت؟

- سنة 78

- كيف أسلمت؟

..................................................... نتوقف هنا للفاصل ... ثم نواصل بعد قليل إن شاء الله

ما الذي يمكن أن نكون تعلمناه من موقف كهذا؟

مع العلم أن الذي سنتعلمه من باقي القصة أكثر بكثير ... الله المستعان

الخميس، أغسطس 16، 2007

بين المطلق والنسبي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
أما بعد
موضوع النهاردة هو الناس اللي تيجي تقولك ازاي تحط قيود علي العقل ؟!! انت متخلف ومتأخر ورجعي ويشوف اي حاجة بيكرهها ويلزقوهالك يعني ممكن تطلع بتاع الفجل اللي تحت بيتهم أو بتاع البليلة اللي بيقرفه الصبح ويصحيه بدري
المهم طب مش نعرف الأول يعني ايه مطلق ويعني ايه نسبي
بتقول ايه ياعم ؟ هو احنا في درس فيزياء؟!
اصلك مش واخد بالك مهو كله موصل علي كله
يعني ايه موصل علي بعضه مش فاهم حاجة
أقلك انا يا سيدي المطلق هو الشيء الذي لا تحده الحدود يعني من الاخر لا تنطبق هذه الكلمة الا علي الله عزوجل فله مطلق القوة والارادة والحمكة والعلم بينما ما دونه فهو نسبي فأنا كبير نسبيا الي النملة وانا صغير نسبيا الي الجبل والارض كبيرة نسبيا الي القمر والارض صغيرة نسبيا الي الشمس وهكذا
طب ايه علاقة ده باللي احنا بنقوله؟
اقولك يا سيدي ، اصل الناس دي بتقولك ان عقلها ميحكموش دين ولا ولا ولا ولا
تقوله اشمعنا عقلك يقولك اصله مش عارف ايه وحوارات وووو والقصد كل ده انه يتوهك بس الكلام ابسط من كدة
ازاي!
بص يا سيدي
تعرف العربية؟
ايه السؤال الغريب ده؟ أكيد اعرفها!!
أكيد تعرفها بس قصدي تعرف ازاي بتشتغل؟
لا يا سيدي
بص ياعم دي عبارة عن محرك به غرف يتم فيها حريق للوقود مما يولد حركة تنقل للاطارات وهكذا
حلوة المعلومة دي وبعدين ايه علاقتها بالليلة دي
طب انت عارف ان الحريق ده لازم يبقي داخل الغرف دي يعني مينفعشي يخرج عنها ولو خرج يبقي المحرك ولع ويترمي وكمان لازم الحريق ده يبقي عند حرارة معينة وتبريد معين عشان المادة اللي مصنوع منها المحرك متتحملش اكتر منها فلو التبريد باظ او الحرارة زادت يبقي بالسلامة يا قلبي
برضه ايه علاقة ده بالعقل ؟
ما أنا هنا بشرحلك مثال علي ان اي حاجة في الدنيا بتاعتنا دي ليها حد زي المحرك ده متنفعشي تعديه والا باظت ولازمله ظروف معينة عشان يشتغل صح لو الظروف ده حد لعب فيها هيخرب
يا سيدي ده حتي غير المسلمين حاطين حدود في كل حاجة يعني مثلا مينفعشي تقول ان ذكائك غير محدوم بل هناك حد أعلي للذكاء وفي حتي تقسيمهم للأفلام حاطينلها حدود يعني فيها تقسسيمات
قصدك ايه؟
يعني مثلا متنفعشي تتفكر في ذات الله وكيف شكله وما الا ذلك لان عقلك محدود بالكون اللي انت فيه
ومينفعشي تطلق العنان لعقلك في كل حاجة لعدة أسباب
العقل يختلف من شخص لاخر فهناك عقل الموظف البسيط وهناك عقل المرأة المحكوم بالعواطف وهناك عقل الطفل وهناك عقل العجوز وهناك عقل عالم الفيزياء وهناك عقل رجل الغابات الافريقي وهناك عقل الفلاح البسيط وهناك عقل المجرم وهناك وهناك
فميجيش واحد يقول ان الكلام بتاعي ده معناه الغاء العقل بل هو اعمال العقل في مناطقه
فهناك متطلبات لكل أمر فالطبيب يحكم في علمه والمهندس المدني في مجاله ومهندس الكهرباء في مجاله وهكذا والأولي عالم الدين هو الذي يتكلم فيه ويبين صحيحه وباطله وعلينا ان نسمعه ونسمع دليله حتي يتبين لنا الحق
لا تنسوني من صالح دعائكم

الاثنين، أغسطس 06، 2007

كيف نختار رئيس البلاد - الحاكم - الخليفة - الوالي؟؟؟

قرأت لكم من كتاب: مقدمة في فقه النظام السياسي الإسلامي - لمؤلفه محمد بن شاكر الشريف...

قد يرى بعض الناس أو أكثرهم ـ بفعل الدعاية الضخمة للنظام الديمقراطي ـ أننا يمكن أن نأخذ بطريقة الانتخاب في اختيار الصالح للإمامة.

ومجمل هذه الطريقة تقوم على:

1. أن يتقدم شخص واحد أو أكثر؛ إما بصفته الفردية، وإما عن طريق الأحزاب (حسب الأنظمة المعمول بها في كل بلد) طالباً من الناس اختياره ليكون رئيساً للدولة.

2. يقوم الطالب أو الطالبون للرئاسة (عن طريقهم وطريق أعوانهم) بالدعاية، وإظهار محاسنهم، وإبراز أخطاء الآخرين.

3. بعد فترة من بداية التقدم لطلب الرئاسة والدعاية لذلك؛ يتم الاختيار من قِبَل الشعب ممن له حق الاختيار، وهو كل مواطن بالغ عاقل (حسب شروط الانتخابات التي ينظمها القانون في كل بلد(

4. يفوز برئاسة الدولة وحكم الشعب فترة زمنية محددة من يحصل على أكبر عدد من المؤيدين؛ أي الأغلبية (سواء كانت الأغلبية النسبية أو الأغلبية المطلقة؛ حسب النظام الانتخابي في كل بلد(

هذه الطريقة قد تكون في مظهرها الخارجي طريقة منظمة، وقد يُخدع بها كثير من الناس، لكن هذه الطريقة غير مقبولة شرعاً؛ أولاً: لمخالفتها للأدلة الشرعية، وثانياً: لحصول مفاسد فيها تضيِّع الهدف منها؛ إذ ليس المطلوب الوحيد أن تكون الطريقة محددة منظمة، بل المطلوب الأكبر أن تكون مؤدية لتحقيق الغاية المرجوة منها من غير ترتب فساد عليها.

أولاً: مخالفة تلك الطريقة للأدلة الشرعية:
فقد وردت النصوص بالمنع من طلب الإمارة، ولو خالف المسلم وطلبها؛ فإن النصوص قد جاءت بعدم موافقته على ذلك، فالمنع جاء من جهتين؛ من جهة طلبها، ومن ناحية الموافقة لمن طلبها. وأما مخالفتها في تحديد من إليهم الاختيار؛ فهي تُدخل في ذلك رعايا الدولة كلهم بما فيهم من المسلمين، والفاسقين، والكفار، والرجال والنساء، وهذا مخالف لإجماع أهل العلم، فإن أهل الذمة (المواطنين الكفار) لا يدخلون في اختيار الخليفة، وكذلك إجماع أهل العلم على عدم دخول النساء في الاختيار. وهذا التحديد لأهل الاختيار في الطرق المعاصرة ناتج من طغيان الفكر الديمقراطي القائم على أن السيادة للشعب، وأن القانون ما هو إلا مظهر للإرادة الشعبية، وانطلاقاً من هذا الفكر يصبح كل مواطن في الدولة (مسلم أو كافر) له نصيب في السيادة، وبالتالي فإن حقه في اختيار الحاكم حق أصيل، وهذا التصور العلماني الذي تقوم عليه الديمقراطية مباين مباينة تامة لدين الإسلام، حيث التشريع فيه لله الواحد القهار، وعلى ذلك أدلة كثيرة جداً من الكتاب والسنّة.

ثانياً: اشتمال هذه الطريقة على المفسدة التي تذهب بالغاية منها:
ثم إن هذه الطريقة تشتمل على مفاسد كثيرة تُضيع الفائدة التي تُطلب تحققها، ومنها:

1. إمكانية تزوير الانتخابات في هذه الطريقة نظراً لاتساع رقعة الأرض وكثرة أعداد الناس الذين يحق لهم المشاركة في ذلك، وتنوع الحالات الإيمانية لهذه الأعداد الغفيرة من أقصى درجات قوة الإيمان إلى أضعف الدرجات.

2. إمكانية شراء الذمم المتبادلة بين الناخب وبين الطالب للمنصب، حيث تعقد بينهما صفقة بمقتضاها يمنح الناخبون موافقتهم له، وهو يعطيهم عند فوزه بالمنصب الامتيازات التي تم الاتفاق عليها، وقد تكون هذه الصفقة بين الطالب للمنصب وبين أفراد الناخبين، كما تكون بينه وبين دوائر انتخابية بكاملها، وفي هذه الحالة فإن إمكانيات الدولة تسخر لمصالح الأفراد الشخصية ـ وليس لمصالح الأمة ـ سواء كانوا طالبين للمنصب أو كانوا ناخبين.

3. وجود الدعايات الضخمة الكثيرة، والتي لا تخرج في أغلب الأحيان عن زخرف القول الباطل الذي يقلب الأمور رأساً على عقب فيصور الحق باطلاً والباطل حقاً، فلا يكون الاختيار في هذه الحالة اختياراً حقيقياً، وإنما هو اختيار موجَّه بحسب قوة الآلة الإعلامية لطالبي المناصب.

4. عزوف كثير من الناخبين عن المشاركة في الاختيار - كما تدل على ذلك الوقائع الكثيرة حتى في البلاد التي يقال عنها إنها مهد هذا النظام -؛ مما يجعل الاختيار غير معبِّر عن حقيقة رأي الجماعة، بل هو يعبِّر عن رأي المجموعة النشطة في هذا المجال، وهي التي لها مصلحة مباشرة في هذا الأمر، أو تريد الحصول على مصلحة مباشرة منه.

5. نظراً للدور الكبير الذي تقوم به الآلة الإعلانية في هذا المجال، وما يترتب على ما تزينه الدعاية من فوز أشخاص وإخفاق آخرين، فإنه تكون نتيجة لذلك تكلفة مالية ضخمة تفوق في أغلب الأحيان القدرة المالية لطالب المنصب؛ مما يدفعه بعد الحصول على المنصب إلى تعويض ذلك بكل طريق ممكن.

6. كل طالب للمنصب له فريق معاون يعمل معه ليل نهار، وفي حالة الفوز فإن طالب المنصب يعمل على مكافأة هذا الفريق بما تتيحه له صلاحياته أو قدرته على التدخل والتأثير في الأمور.

7. عزوف كثير من العناصر الجيدة والفاضلة عن المشاركة في مثل ذلك؛ لما ترى من الفساد وضياع الهيبة والمروءة في ذلك؛ مما يترتب عليه حرمان الأمة من العناصر التي هي في حاجة إليها، بينما يتقدم من ليس فيهم كبير غناء.

والنظام الإسلامي ـ بحمد الله تعالى ـ منزه عن كل هذه المخالفات والعيوب، حيث لا يسمح فيه للناس بطلب المناصب، وإنما يرشحهم لذلك أهل الحل والعقد، وهم من أفاضل الناس ومن المشهود لهم بالعلم والصلاح والمكانة الأدبية بين الناس؛ لذا فإنه ينتفي في حقهم ما لا ينتفي في حق الآخرين، وكل ما يوجد من خطأ في حقهم؛ فهو في غيرهم أضعاف مضاعفة، وكل ما عند غيرهم من خير؛ فهو فيهم أضعاف مضاعفة

طريقة عملية لاختيار الخليفة/الحاكم:

المرحلة الأولى: تقوم جماعة من هيئة الحل و العقد (وهم العلماء والقضاة والدعاة) بتصفح أحوال الناس واختيار عدد )وليكن اثني عشر رجلاً) ممن يصلحون للخلافة ممن تتوافر فيهم الشروط المطلوبة.

المرحلة الثانية: يعقد اجتماع موسع لمؤسسة أهل الحل والعقد، ويعرض عليهم المرشحون، مع بيان مسوِّغات ترشيح كل واحد ومؤهلاته التي أهلته (وفق نظام محدد من قِبَل المؤسسة. (

المرحلة الثالثة: تتم المداولات والمشاورات لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام في جو من السرية لاختيار أحد هؤلاء المرشحين، ويبايعه الجميع بالخلافة البيعة الخاصة، ثم يُعلن للناس للبيعة العامة، وإذا حدث خلاف بين الأعضاء ولم يتفقوا على شخص واحد؛ كان الترجيح في ذلك بالأكثرية؛ إذ لا مرجح في هذه الحالة غير ذلك، وهو أمر معتد به شرعاً إذا لم يكن مرجح غيره.

وهذه تمثل خطوطاً عامة، وفيما رُوي من تفاصيل تعيين عمر ـ رضي الله عنه ـ للستة وما حدث بعد ذلك حتى تمت البيعة لعثمان؛ ثروة ضخمة في هذا المجال يمكن الاستفادة منها في إيجاد تفصيلات كثيرة متعلقة بهذا الشأن، وهي تمثِّل تفصيلات مفيدة قابلة للتحقيق في عصرنا الحاضر؛ إضافة إلى أنها من داخل المنظومة الإسلامية.

و هذه الطريقة الشرعية كفيلة بأن تأتي بأفضل الناس علماً وديناً وكفاءة وقدرة على العطاء والتحمل.