قال لي صاحبي و هو يحاورني...
# أنا عايز أعرف، اللحية دي، يعني إيه اللي دخّل الشكليات في الإيمانيات؟
= النبي هو اللي عمل كدا...
# عليه الصلاة و السلام، بس يعني لو أنا إنسان محترم و بصلي و بصوم و بزكي و و و ، لو ما أطلقتش لحيتي أدخل النار؟
= طب أنا أسألك سؤال تاني: لو أنت إنسان محترم و بتصلي و بتصوم و بتزكي و و و ، لو كنت بتغتاب الناس تدخل النار؟
# .....
= رد عليا...
# لأ، أقف و أتحاسب.
= بس، أديك رديت على نفسك، بل فيه حديث كمان: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل و تصوم النهار، و تفعل و تصدق، و تؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها، هي من أهل النار...
# بس معنى كدا إن أنت بتقول إن حلق اللحية حرام! إنتو ليه مكبرين الموضوع و مديينه أكتر من حقه كدا؟ حرام!!!؟؟؟ حرام دي كلمة كبيرة يا جدعان..
= يا عم مش مكبرين الموضوع و لا حاجة، بس الحاجة لما يتكرر ذكرها في نصوص الشرع، معنى كدا إن فيه نوع من التأكيد عليها.
# فين يا عم؟ هات لي آية بتقول اللحية واجبة.
= في القرآن، ظهر من خلال الآيات إن سيدنا هارون عليه السلام كان عنده لحية وافرة... هل تتخيل نبي مش مطلق لحيته؟
# برضه دا مش دليل... طب هات لي حديث.
= فيه أحاديث كتيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بتحث المسلمين على إطلاق اللحية، زي مثلا: "عشر من الفطرة: قص الشارب، و إعفاء اللحية، و السواك، و الاستنشاق بالماء، و قص الأظفار، و غسل البراجم، و نتف الإبط، و حلق العانة، و انتقاص الماء (يعني الاستنجاء)"، قال الراوي: و نسيت العاشرة إلا أن تكون "المضمضة".
# أهو قال من الفطرة، ما قالش واجب و لا حاجة...
= طب سؤال: "من الفطرة" دي معناها إيه عندك؟
# يعني ....... عادي، نظافة شخصية، حاجة يعملها البني آدم الطبيعي... بس اللحية دي ..
= برضه من الفطرة، الراجل البني آدم الطبيعي بيبقى سايب لحيته لأنه راجل طبيعي... طب تقدر تقول لي قص الأظفار و لا حلق العانة و الحاجات دي: واجب و لا سنة و لا ليس لها حكم شرعي؟ و الختان اللي جه في أحاديث تانية إنه من الفطرة: تقول إيه على راجل مش مختون و مش عايز يختتن؟
# و الله ... مش ... أصل ... لو ما تعملتش حتبقى حاجة قذرة، و الشرع ما يرضاش بكدا. و الراجل اللي مش مختون دا راجل معفن...
= أهو هو دا...
# بس برضه معلش خدني على قد عقلي، عايز حديث صريح بيقول اللحية "واجبة"...
= من عيني حاضر، خد عندك:
قال ابن جرير حدثنا أحمد بن حميد ثنا سلمة ثنا ابن اسحاق عن زيد بن أبي حبيب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة إلى كسرى بن هرمز ملك فارس، و كتب معه:
"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى و آمنَ بالله و رسوله و شهدَ أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أدعوك بدعاء الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين، فإن تـُسْلِمْ تـَسْلَمْ و إن أَبيتَ فإن إثم المجوس عليك"
فلما قرأه شَـقـَّـه، و قال: يكتب إلي بهذا و هو عبدي؟!!، ثم كتب كسرى إلى باذام (و هو نائبه على اليمن):
"ابعث إلى هذا الرجل بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به"
فبعث باذام قهرمانه أباذويه (وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس) و بعث معه رجلا من الفرس يقال له خرخرة، و كتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، و قال لأباذويه: "إيت بلاد هذا الرجل و كلمه و ائتني بخبره"...
فخرجا حتى قدما الطائف فوجدا رجلا من قريش في أرض الطائف، فسألوه عنه فقال: "هو بالمدينة"، و استبشر أهل الطائف و قريش بهما و فرحوا و قال بعضهم لبعض: "أبشروا فقد نـُصِبَ له كسرى ملك الملوك، كُفيتُم الرجل"، فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أباذويه فقال:
"شاهنشاه ملك الملوك كسرى قد كتب إلى الملك باذام يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك، و قد بعثني إليك لتنطلق معي، فإن فعلت كتب لك إلى ملك الملوك ينفعك و يكفه عنك، و إن أبيت فهو من قد علمت: فهو مهلكك و مهلك قومك و مخرب بلادك"...
و كانا قد دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد حلقا لحاهما و أعفيا شواربهما، فـكَرِهَ النظر إليهما، و قال: "ويلكما! من أمركما بهذا؟" قالا: "أمرنا ربُّـنا (يعنيان كسرى)"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "و لكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي و قص شاربي"...
ثم قال: "ارجعا حتى تأتياني غدا"...
و أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بأن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا و كذا من ليلة كذا و كذا من الليل، فدعاهما فأخبرهما...
فقالا: "هل تدري ما تقول؟! إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا!! فنكتب عنك بهذا و نخبر الملك باذام؟"
قال: "نعم أخبراه ذاك عني، و قولا له: إن ديني و سلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى و ينتهي إلى الخف و الحافر، و قولا له: إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك و ملكتك على قومك من الأبناء"، ثم أعطى خرخرة مِنْـطقة فيها ذهب و فضة كان أهداها له بعض الملوك...
فخرجا من عنده حتى قدما على باذام فأخبراه الخبر، فقال: "و الله ما هذا بكلام ملك، و إني لأرى الرجل نبيا كما يقول، و ليكونن ما قد قال، فلئن كان هذا حقا فهو نبي مرسل، و إن لم يكن فسنرى فيه رأيا"...
فلم يلبث باذام إلا قليلا فَـقَدِمَ عليه كتاب شيرويه:
"أما بعد فاني قد قتلت كسرى، و ما أقتله إلا غضبا لفارس؛ لما كان استحل من قتل أشرافهم و نحرهم في ثغورهم، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قِـبَـلَك، و انطلق إلى الرجل الذي كان كسرى قد كتب فيه فلا تـُهِجْـهُ حتى يأتيك أمري فيه"
فلما انتهى كتاب شيرويه إلى باذام قال: "إن هذا الرجل لرسول"، فأسلم و أسلمت الأبناء من فارس من كان منهم باليمن، و قد قال باذويه لباذام: "ما كلمت أحدا أهيب عندي منه"، فقال له باذام: "هل معه شُرَط؟"، قال: "لا"...
= طبعا الحديث فيه فوائد كتير جدا، و من ضمنها الموضوع بتاعنا... خدت بالك من رد فعل النبي و كلامه مع الإتنين المجوس دوكهمّ؟
# و الله ...
= ما فيش أوضح من كدا! أمرني ربي.. و أكيد النبي مش بيكبر الموضوع زيادة عن حجمه، دول كانوا جايين مندوبين من ملك فارس، و فارس و الروم دول كانوا عاملين زي أمريكا و السوفييت أيام عظمة السوفييت...، و كانوا جايـين له في تهديد صريح و كلام خطير...
# بس دي قصة مش حديث!
= ما هو كل السيرة النبوية اللي نعرفها من أحداث و قصص و غزوات ... كلها أحاديث طويلة و قصيرة و حاجات متجمعة في كتب السيرة!
# طب هات لي حديث تاني، بس يكون حاجة كدا عن أبي هريرة رضي الله عنه و لا حد من اللي إحنا واخدين عليهم...
= ها ها ها ... ماشي يا سيدي عيني حاضر، بس خد في بالك إن كتر الأحاديث في الموضوع دا معناه إن الموضوع جد مش هزار، و إنه من الدين مش مجرد شكليات فارغة..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جزوا الشوارب و أرخوا اللحى خالفوا المجوس.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جزوا الشوارب و أعفوا اللحى و خالفوا المجوس.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جزوا الشوارب و أعفوا اللحى.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعفوا اللحى و خذوا الشوارب و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قصوا الشوارب و أعفوا اللحى.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا من الشوارب و أعفوا اللحى.
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا المشركين وفروا اللحى و أحفوا الشوارب.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهكوا الشوارب و أعفوا اللحى.
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحفوا الشوارب و أعفوا اللحى.
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمـر بإحفاء الشوارب و إعفاء اللحية.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين أحفوا الشوارب و أوفوا اللحى.
# طب و المشاكل اللي ممكن تحصل مع الشرطة؟
= كدا إحنا وصلنا، يبقى بس أهم حاجة نكون مقتنعين إن اللحية دي مش مجرد شكليات، و إنها مظهر إسلامي، و إن كان بعض الملتحين سيء السمعة أو بتاع مشاكل أو نصاب أو أو... فخلينا إحنا ملتحين ملتزمين بالشرع... أما لو فعلا حاسس إنه فيه تهديد حقيقي على أمنك و سلامتك إنت و عائلتك، فساعتها يـبقى إنت مضطر... إذا كان ممكن تقول كلمة الكفر لما تخاف على حياتك...!
و بعدين المشاكل اللي كانت بين الشرطة و الشباب الملتحي دي كانت زمان، دلوقتي خفت كتير، الشباب الملتزم أصبح أكثر اعتدالا، و الشرطة فاهمة إن التدين المعتدل بينتشر في الناس و بتقدر تفرق في حالات كتير بين المتشددين بتوع المشاكل و الشباب البسيط اللي ملتحي عشان عايز يبقى متدين ظاهرا و باطنا...
# ربنا يهدينا جميعا...
= آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق