أولا و قبل أي شيء ... الرجاء قراءة التدوينات الآتية ... فأنا متفق إجمالا مع هذين الرأيين:
رأي عالم شرعي متخصص...
رأي مواطن حكيم متمرّس...
***
ثانيا و بعد اليوم الذي دعت إليه (بطريقة عجيبة!) بعض الاتجاهات/الحركات/الأحزاب/الشركات الوطنية ... للقيام بإضراب عام عن الشراء و عن العمل و القيام كذلك باعتصام (تحول بعضه إلى عمليات شغب متخلفة!) في بعض الميادين العامة و أمام بعض الهيئات أو النقابات أو الشركات ...
ملحوظة أولى: العصيان المدني يشترط عدم استخدام العنف أو القوة أو السلاح في التعبير عن العصيان... !!!
ملحوظة ثانية: قيادة الأمة في الأزمات لا بد أن تكون مسندة إلى فئة أو مجموعة من الحكماء و الخبراء و العلماء و بطريقة احترافية ذات أهداف و وسائل و نتائج ... المشكلة أنه لم يكن هناك أي مرجعية ... دهماء و عوام و سفهاء كثيرون كانوا هم السواد الأعظم في عشوائية شبه تامة ... !!!
رأيي الشخصي ... إننا شعب يستاهل كل اللي يجرى له ....... ليه؟
هل إحنا عندنا مشكلة اقتصادية بالفعل؟ و هل السبب الرئيسي فيها هو عجز الحكومة؟ و هل هذا الاعتصام و الاضراب دا كان ضد سياسات الإصلاح الاقتصادي الفاشلة؟
أنا مش هاقول ... و هاسيبكو إنتو تقولوا...
***
أولا: كرة القدم...
اللاعبون و المدربون و الاتحادات: يجنون من خلالها مبالغ خيالية جعلت بعضهم من أغنى أغنياء العالم!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون الأموال الطائلة لمتابعة أحداث المباريات و مناسباتها إما في المقاهي أو في الملاعب على الرغم من المبالغ المرتفعة لتذاكر المباريات!
ثانيا: الأغاني...
المطربون والمطربات و المنتجون: يجنون من خلالها مبالغ خيالية جعلت بعضهم من أغنى أغنياء العالم!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون الأموال الطائلة لمتابعة الحفلات الغنائية و الاستعراضية أو شراء أشرطة و اسطوانات تلك الأغاني على الرغم من المبالغ المرتفعة لتلك الأشرطة!
ثالثا: السينما...
الممثلون والممثلات و المنتجون: يجنون من خلالها مبالغ خيالية جعلت بعضهم من أغنى أغنياء العالم!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون الأموال الطائلة لمتابعة الأفلام في السينما على الرغم من المبالغ المرتفعة لدخول قاعات عرض الأفلام!
رابعا: العلاقات الجنسية...
الملاهي الليلية والراقصات و المواخير: يجنون من خلالها مبالغ خيالية جعلت بعضهم من أغنى أغنياء العالم!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون الأموال الطائلة لدخول تلك الأماكن ... بالإضافة إلى تورط طلاب الجامعات في تلك العلاقات و الزيـجات السرية... و الكثير جدا من الأطفال اللقطاء و أطفال الشوارع و.. و.. و...
خامسا: شرب وتعاطي وتداول الخمور و المخدرات...
محلات و شركات الخمور و تجار المخدرات بأنواعها: يجنون من خلالها مبالغ خيالية جعلت بعضهم من أغنى أغنياء العالم!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون الأموال الطائلة لتعاطي هذه المسكرات ... بالإضافة إلى التورط في السرقات و القتل و غيرها من الجرائم ...
سادسا: القمار...
المسابقات الهاتفية التافهة التي تستنزف أموال المواطنين، وتروِّج لثقافة (خبطة العمر) في وقت البلد في أشد الحاجة إلى تربية أبنائه على ثقافة الادخار و الاستثمار ...
و المحلات العامة و الخاصة المعدة لهذا الغرض ...
كلها تحقق تراكمًا ماليًّا هائلا لدى القائمين عليها!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون و يستنزفون جزءًا ضخما من دخولهم للاشتراك فيها...
سابعا: التلفون المحمول...
شركات التلفون المحمول (والمشغلة لشبكاته خصوصا): يجنون مبالغ خيالية كل دقيقة!
من أين؟
من الجماهير: يهدرون الأموال الطائلة في المكالمات الصوتية (و مكالمات الفيديو مؤخرا!) و الرسائل القصيرة .. غالبا بلا فائدة سوى تبادل النكات و النغمات مقاطع الأغاني و الأفلام و المعاكسات و أحاديث الغرام و خلافه ...!
ثامنا: احتكار السلع و رفع الأسعار الغير مبرر...
بعض التجار للأسف يرفعون أسعار بعض السلع احتكارا أو احتيالا أو استغلالا ... دون وازع من دين!
تاسعا: السجائر و المقاهي...
شركات تصنيع التبغ المحلية و العالمية: يجنون مبالغ خيالية تفوق كل التصورات جعلتهم من أغنى أغنياء العالم!
من أين؟
من الجماهير: عشرات الملايين من المدخنين في مصر ينفقون مليارات الجنيهات سنويا على شراء السجائر و الشيشة و على العلاج من أمراضهما!
و هذه القضية بالذات ... أتيتكم ببعض الأخبار و الإحصاءات عنها:
___
مصر - مؤشرات اجتماعية واقتصادية - السنة المرجعية لهذه البيانات هي سنة 2000
انتشار التدخين بين البالغين، إجمالي 19 ٪
انتشار التدخين بين البالغين الذكور 32 ٪
انتشار التدخين بين البالغين الاناث 7 ٪
(... ومن المفجع انتقال الوباء إلى العالم النامي، حيث ستحدث 80% من الوفيات المتصلة بالتبغ في غضون بضعة عقود. وهذا التحوّل مردّه استراتيجية التسويق العالمية التي تنتهجها دوائر صناعة التبغ التي تركّز على الشباب والبالغين في البلدان النامية. كما أنّ تلك الدوائر تسعى-بشراسة- إلى التركيز على النساء بالنظر إلى امتناع معظمهن عن التدخين في الوقت الراهن؛ لأنّهن قد يمثّلن فئة قد يسهل تسويق التبغ بينها...) عشر حقائق عن وباء التبغ ومكافحة التبغ على الصعيد العالمي
____
____
الشيشة تحرق 50% من مصروف الطالب و 10% من دخل العامل!
في دراسة للأمم المتحدة – أوردتها جريدة الأهرام بتاريخ: 1-يونيو-2006
____
80% من مدمني الشيشة أعمارهم بين 18 و 22 عاما! في دراسة لمنظمة الصحة العالمية – أوردتها جريدة الأحرار بتاريخ: 6-يونيو-2006
____
مصر تتصدر دول الشرق الأوسط في نسبة المدخنين...
نسبة المدخنين بين الأطباء بلغت 43% و ببين المدرسين 54%...
في دراسة لمنظمة الصحة العالمية – أوردتها جريدة الأخبار بتاريخ: 6-يونيو-2006
____
***خاتمة***
يا إخواني:
كل تلك الأموال تتسرب بعيــــــــــــدًا عن الاستثمار الذي يمكنه حفز النمو الاقتصادي...
· كما أن اقتصاد التفاهة والفراغ و الاحتكار و المجون و الاحتيال قد يستخدم لتغطية عمليات غسيل الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات أو تجارة العملة في السوق السوداء الجديدة أو التهريب أو الفساد....
كما أنه و على الصعيد الشخصي؛ كم يمكن أن يوفر المواطن -ليأكل هو و أولاده- من جراء منع أو تقليل ذلك الاستنزاف الذي لا داعي له في كثير من الأحيان بل قد يكون لا داعي له على الإطلاق!
دا غير إن الحرام بـَيـّن و الحلال بـَيـّن ...
مين بقى الغلطان الأساسي؟ بالعقل كدا!
اللهم اهدنا و اهد حكامنا...
خبر عادي ... (و كمان مصر مافيهاش ملياراديرات ... كتير!)
_____________________________________________________________
يبلغ حجم الأموال المستثمرة داخل وخارج البلاد العربية 2275 مليار دولار أمريكي، و لو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم (الزكاة المفروضة فقط) لبلغت 56.875 مليار دولار، و لو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولارا، و هو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله