الثلاثاء، أكتوبر 21، 2008

حديقة الأزهر... جوهرة تشوبها الأتربة

السلام عليكم و أعتذر عن انشغالي عن المدونة لمدة طويلة ولكن لمستجدات من العمل-حيث ضغط العمل- والخطوبة وما يستتبعه من أشياء أخري ورمضان بما فيه من انشغال كبير عن الشبكة ولكن لاني قد قمت بزيارة مؤخرا الي حديقة الأزهر واليكم المعلومات الخاصة بالحديقة ثم ما رأيته ناقصا وان كمل فستصبح بالفعل مفخرة للمصريين .

1- معلومات عن الحديقة:-
تم إنشاء حديقة الأزهر على مساحة 30 هكتار، بواسطة إمام الطائفة الإسلامية الإسماعيلية كريم شاه الحسيني ( آغا خان الرابع )، بعد ان قرر اهداء حديقه إلى مدينة القاهرة في 1984، بناء على الاعتقاد الاسلامي-طبقا لمعتقده- بأننا جميعا مسؤولون عن إبداع الخالق ولذلك يجب ان نترك الارض مكانا أفضل، اتخذ هذا القرار اثناء مؤتمر 1984 "العاصمه الناميه: مواكبة نمو القاهرة المدني" تم تصميم المشروع المكلف 30 مليون دولار أمريكي،
وكان على العاملين في المشروع نزع تلال من تراكمات القمامة والحجارة التي تراكمت على مدار 500 عام، وأخفت تحتها سور المدينة الايوبية -بني في عهد صلاح الدين الأيوبي - الذي يعود للقرن الثاني عشر وقد وتطلب العثور عليه الحفر لعمق 15 مترا، ليظهر السور بأبراجه وشرفاته بكل روعتها. هذا إلى جانب العديد من الأحجار التي حملت كتابات هيروغليفية.


تتميز الحديقة بارتفاعها عما يحيط بها، بل أيضاً مدينة القاهرة الفاطمية القديمة بما تركته من آثار، التي تقع على الجانب الغربي من الحديقة وتمتد حتى الدرب الأحمر، بما تضمه من المساجد، والأضرحة، المزينة بخط طويل من المآذن، من بينها مسجد السلطان حسن وما يحيطه، والجامع الأزهر وجامع الحسين بالاضافة إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي. فهو مشهد رائع للقاهرة التاريخية.

بمجرد اجتيازك بوابة الحديقة تستقبلك مساحات شاسعة من التلال الخضراء والبساتين المفتوحة لتنعم باستنشاق نسمات من الهواء العليل. وليبهرك تصميم الحديقة المرتبط بالتصاميم الاسلامية لتشعر بالتراث الإسلامي العريق في فترات تاريخية وأماكن جغرافية مختلفة بالعالم الإسلامي. فالنمط المعماري المصري الاسلامي المميز يطغى بوضوح على أماكن الجلوس والطرق وكذلك بعض مباني الحديقة مثل مطعم «الربوة»، بينما تلاحظ المظاهر الهندية في العناصر المائية من نوافير وأحواض وقنوات وشلالات وبحيرة مائية ضخمة تم تصميمها جميعاً على نسق مماثل لنوافير تاج محل في الهند، بينما يظهر النسق الفارسي بشدة في النخيل والزروع العامة التي تظلل أماكن الجلوس بالحديقة حتي أنك عند التعب يمكنك التقاط أنفاسك بالجلوس على «التختبوش» لتشعر وكأنك تحاكي حياة الملوك والسلاطين أما إذا استكملت رحلتك أعلى التلال الخضراء التي ترتفع عن سطح الأرض والمناطق الموجودة حولها لأكثر من 20 مترا، فإنك قد تقع في حيرة من أمرك بسبب جمال النباتات والورود التي تشبه حبات اللؤلؤ المتناثرة على أرض الحديقة، حيث توجد أشكال متعددة للحياة النباتية تتمثل في النباتات المتنوعة المصرية وغير المصرية التي جلبت من الخارج خصيصاً لتزيين الحديقة. أما إذا تجولت بناظريك من فوق هذه التلال خارج الحديقة التي تكسو الخضرة ثلثيها، بينما تمثل ممرات السير والمتنزهات والبحيرة الصناعية وجداول المياه والمطاعم والكافتيريات باقي المساحة، فسوف تشاهد منظرا بانوراميا فريدا يتمثل في المآذن الشاهقة والمباني التي تمتد فوق بساط تاريخي لتبدو أمامك أسوار قلعة صلاح الدين وقباب مسجد محمد علي.

التصميم الرئيسي للحديقة يعتمد على وجود المحور الرئيسي الذي يسمى «القصبة» التي تربط أطراف الحديقة من الشمال إلى الجنوب، وهو عبارة عن محور أساسي يبلغ عرضه ثمانية أمتار، تصطف على جانبيه عشرات من النخيل الملوكي الذي وزع على جانبيه العديد من المقاعد الجانبية التي يتوسطها ممرات وشلالات للمياه وطرق ضيقة تبدأ من شمال التل الى اتجاه القلعة في الجنوب، ثم ينحني المحور الأساسي في اتجاه مآذن المدينة القديمة مؤديا بعد ذلك إلى بحيرة صغيرة على الهضبة المنخفضة، والتي تمر على الحديقة الأساسية المقسمة إلى أجزاء مستقلة تزينها الحدائق والمقصورات التي تعتمد في تصميمها على التشكيلات الإسلامية القديمة، المحاطة ببساتين مزروعة، ليتجه بعدها المحور نحو المقهى المطل على البحيرة. ربما عليك الآن تناول الطعام، يوجد بالحديقة العديد من المطاعم إلا ان اشهرها مطعم «ستوديو مصر» الذي يهتم بتقديم الوجبات المصرية واللبنانية، بينما يهتم مطعم «البحيرة» بتقديم وجبات خليجية وإيطالية، فضلا عن مطعم القلعة الذي جرى تصميمه في اتساق رائع مع العمارة الاسلامية للمكان والذي يقدم الأطعمة الشرقية على أنغام الموسيقى العربية التي تنساب هادئة مع رائحة أوراق الشجر والورود من حولك لتنعم بسحر ليل القاهرة المحاط بنجوم لا تظهر إلا في سمائها، خاصة ان الحديقة تستقبل زوارها من التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلا وتتسع لـ 15 ألف زائر يوميا.
وفي مسرح «الجنينة» بالحديقة يمكنك مشاهدة العروض المسرحية وربما يمكنك تناول أفضل المشروبات المصرية في المقهى الموجود بجانب البحيرة. أما إذا كنت من عشاق الآثار والأماكن السياحية فزيارتك لحديقة الأزهر تسعفك وتلبي رغباتك لأن الأحياء المجاورة للحديقة من أغنى مناطق العالم بآثار الفن والعمارة القديمة، فبخلاف رؤيتك لمآذن الجامع الأزهر، وجامع الحسين، وقلعة صلاح الدين، ومسجد محمد علي، ومسجد السلطان حسن، تستطيع الوصول من داخل الحديقة إلى سور المدينة الأيوبية، ومجموعة أم السلطان شعبان التي بنيت عام 1369 ميلادية وهي انعكاس رائع للعمارة والهندسة المملوكية القديمة، وكذلك مجموعة خاير بك التي تنسب لأول حاكم مصري بعد الغزو العثماني وتضم قصرا وجامعا وبعض الكتب.

2-ما يشوه هذا الجمال:-
*علي جمال وكل ما تحتويه الحديقة من خدمات وترفيه وتسهيل علي زوارها فلا يتوفر مصلي لأداء الصلوات ويضطر الزائرون المصلون للصلاة اما فرادي أو جماعات متناثرة وليست المشكلة الكبري بالنسبة للرجال ولكنها في النساء التي تضطر لاداء الصلاة في وسط الناس وهو شر ما أنزل اله به من سلطان.
* علي جمال وتصميم الحديقة والسور الأيوبي المحيط بالحديقة من الجهة الخلفية فان المساكن التي تجاوره تشوه منظر الحديقة
وما عرفته أن المشروع كان يستهدف تطوير المنطقة المحيطة الا ان الموقف الان هو وجود مثل هذه التحفة الفنية النادرة وسط أكوام من العشوائية التي كان المفروض أن تنتقل مع القمامة التي ازيحت من المنطقة لانشاء حديقة الأزهر.
*الموسيقي تعمل في كل الوقت فلو سعادتك اتهفيت في مخك وقلت تصلي هتصلي علي أنغام المزيكا -حاجة ولا أنكي من كدة-

* كالعادة وحين تري شيئا جميلا في هذا الوطن يتسارع الناس لتشويهه فتمتليء الحديقة بالمرضي العاطفيين وأصحاب الكبت النفسي فتجدهم في أركان الحديقة وهو ما يخدش حياء زوار الحديقة ورغم وجود أفراد من الحديقة منتشرين داخلها الا ان الموضوع منتشر وكأنهم كعادة المجتمع المصري تسوده عشوائيةغريبة تمحو أي أثر للمدنية والتحضر وتاريخ هذه الأمة .
*رغم ما يحتويه المشروع من امكانيات جميلة ورائعة الا ان الموقع الالكتروني الخاص بالحديقة لا يوازي هذه القيمة من حيث التصميم والمعلومات المتوافرة

هناك 4 تعليقات:

Geddo Iskandar يقول...

كلام أكثر من رائع ويحترم :)

فكرتي تبعتي لينك البوست ده للقائمين على الحديقة ... أظن ليهم موقع و أكيد فيه إيميل أو طريقة للإتصال بهم

مطلوب من سيادتك حاجة تصب كدة في خانة الإيجابية :)

تحياتي

Waleed Fareed يقول...

شكرا ليكي علي الفكرة وسوف أقوم بارسالها ليهم

Osama Sherif يقول...

ما شاء الله تدوينة جميلة

بالنسبة لموضوع المصلى فبلاش نظلم الناس يا ريت
D:
كان فيه فعلا مسجد زمان
كان مسجد خارج السور بتاع الحديقة، الظاهر كان للعمال أثناء إنشاء الحديقة، وكان مسجد شكله لا يتناسب إطلاقا مع جمال الحديقة، والحمامات اللي فيه فعلا فعلا بلا مبالغة أسوأ حمامات شفتها في حياتي
وبعد كده هدوا المسجد خالص
ولا تعليق بصراحة

Waleed Fareed يقول...

الأخ أبو خالد
أما بالنسبة لما قلته فهو أنكي مما قلته انا يعني الناس دفعت الأموال الطائلة علشان يشيلوا الزبالة وعملوا حمامات فخمة وشركة تنسيق حدائق
ونسوا ان يقيموا علي الاقل مصلي عبارة عن غرفة بسيطة بدون بهرجة ويمكن الوضوء في أي من حمامات الحديقة الفاخرة
مش غريبة
علي العموم نورت