الاثنين، يناير 28، 2008

حوار مع يساري مسلم... بالعقل كدا 2

يساري مسلم:

اسمح لي ان أتفق معكم تاره واختلف معكم اخرى...
اتفق معكم اننا يجب ان نغير ما بانفسنا وان نقوم من مقامنا البليد الذي تقيدنا به وفيه...
اما المواجهة مع السلطة الغاشمة فكأنك تقول اذا احتل المستعمر بلدا مثلا فلا داعي لمقاومته فهو ما احتلها الا لضعفها وبالتالي هي تستحق الاحتلال الواقع عليها .. فتصبح الضحية مسؤولة عن افعال الجاني...
ان الذي يغتصب امرأة بغي يحاكم وان كانت شجعته بزيها المبتذل، لكن من لم يغتصبها رغم زيها تمسك بالأخلاق ...
المعنى: انه لا مبرر ايا كان للسلطة ان تستبد والمقاومة تجاهها واجبه غيرنا او لم نغير من انفسنا...

مسلم أصولي:

بداية أحب أن أنوه إلى أن قيام الحضارات بمنطق الفعل و رد الفعل دليل على أنها حضارات مصنوعة بشريا … والأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة التي تكونت نظريتها السياسية من خلال منهجها مع تمام نشأتها...
إن الأساليب الأساسية للسياسة الإسلامية في التغيير هي: التبليغ بالكلمة و استخدام القوة و إقامة السلطة... أما الهجرة و العزلة (و هي الوحيدة التي فهمتها أنت -أستاذي العزيز- من كلامي) فهي تصرف اضطراري يتحتم عند اليأس من الاستجابة ... و لا تخرج أساليب العمل الإسلامي عن هذا الإطار العام.
و بالتالي اللي حضرتك فهمته من كلامي مش هو اللي أنا قلته ... أنا قلت:
--
بودّي لو بجانب كل هذا الاعتراض الذي لا نهاية له
نصلح أنفسنا و أولادنا و أصحابنا
و المجتمع كله
نصلح كل دا بديننا
لأنه النجاة
--
كلمة (لو بجانب) دي شكل حضرتك كدا ما شوفتهاش
:)
==
ثم ... و ردا على تساؤلك عن تصوري لمواجهة الاحتلال ...
فهناك فرق بين السلطة الغاشمة و الاحتلال ....
*
أما مواجهة السلطة الغاشمة: فإن تقويم الحاكم الفاسد و مجابهته فرض على الأمة لكن لا بد أن تكون منهجية بالقواعد الإسلامية ... منضبطة بفقه الموازنات بين المصالح و المفاسد المترتبة على المواجهة ... و التي تكون في أولى درجاتها حسن اختيار الحاكم (و التي ستعيدنا من جديد إلى حسن تربية المجتمع) و كذلك قد تصل في أقصى حالاتها إلى وجوب رفض طاعة الحاكم بل و مقاومته و لو بالسلاح!
أما مواجهة الاحتلال فإن قتاله و مجابهته عسكريا و اقتصاديا و سياسيا فهي فرض على الأمة كذلك – و أيضا بضوابط الإسلام ...
الخلاصة أنه لم يكن معنى كلامي أنني أقول كونوا سلبيين ... بل كونوا إيجابيين من منطلق دينكم العظيم
==
أما قولك:
--
لا مبرر أيا كان للسلطة أن تستبد... والمقاومة تجاهها واجبة غيرنا أو لم نغير من أنفسنا... “
-
أقول-
كون (المقومة تجاهها واجبة) فنعم و لكن أؤكد على منهجية الإسلام في التغيير ... أما (غيرنا أنفسنا أم لا) ... فهذا غريب جدا! لأننا لن نحصد شيئا في الواقع؛ لأن المقاومة ساعتها ستكون غير ذات نفع ... مجرد ضوضاء بلا طحن ... فنحن إن استطعنا جدلا أن نخلع هذا الحاكم الطاغية ... فإن المجتمع لن يفرز لنا حاكما من الملائكة بدلا عنه! نكون ساعتها خلعنا فاسدا و أحللنا بدلا منه فاسدا آخر ... لأن التربة واحدة ... دعني أسألك سؤالا: من أين خرج الرئيس مبارك؟ أليس من أسرة مصرية؟ أليس من بيننا؟ أليس من الممكن أنه كان إنسانا عاديا و شابا ملتزما وطنيا طموحا ... ثم أدى الخلل الأصيل في تربيته إلى تغير بعض صفاته شيئا فشيئا خصوصا عندما أذهلته كنوز السلطة؟
مش منطقي ...؟

يا ترى ماذا كان رد اليساري على الأصولي؟؟!!

هذا ما سنعرفه و غيره إن شاء الله .. في الحلقة القادمة.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

هناك تعليقان (2):

Dr.khaled يقول...

أحسنت....

محمد عبد المنعم يقول...

البقاء لله
و البقاء لدين الله
جزاك الله خيرا يا شيخ خالد