الثلاثاء، يناير 27، 2009

دخول البيوت مش لعبه و دخول القلوب كمان مش لعبه

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

دخول البيوت مش لعبه و دخول القلوب كمان مش لعبه

 

قد يتصور البعض انى في الموضوع ده حكون متحيزه للنساء و حهاجم الرجال بشراسه بحكم اننا في مجتماعات شرقيه و المفروض يعني ان الرجل هو من يدخل البيت من بابه من اجل طلب يد بنات الناس المحترمات للزواج

 

لكن الحقيقه انا اكتشفت مؤخراً انه في لعبة الحب و الزواج هناك ضحايا مزدوجه من الطرفين يعني زي ما في رجال وحشين كمان في سيدات بشعين

 

و دايماً الحقيقه بتكون الضحايا من طرف واحد يعني نادراً ما بيطلع بالصدفه الإتنين وحشين لازم يكون حد غبي و على نياته والتاني حد ملوش قلب

 

و حبتدي كلامي بقصة شاب في اللحظه اللى بكتب لكم فيها دي عمره لا يتجاوز ال26 سنه كان عبقرى زمانه في الكمبيوتر وصل لأعلى الدرجات في العلم و اخد اكبر الشهادات و بقى بيخترع برامج و كانت كل دنيته هي جهاز الكمبيوتر في غرفته في بيتهم و جهاز الكمبيتور في غرفته في شغله

 

الشاب ده النهارده راح مستقبله كله و عايش على الأدويه و العلاجات النفسيه و المهدئات ترك وظيفته و انسحب معنوياً من حياته و اصبح في حاله تبكي لها قلوب الأمهات بقاله حوالى 3 سنوات على الحال ده  

 

تعرفوا ليه ؟؟؟

 

مش عشان لا قدر الله دخل قصة حب و فشلت

 

لا ابداً ده كل ذنبه انه عمل الصح ! بس عمل الصح زي اى شاب ابن ناس محترم يعرف ربنا

 

كل ذنبه انه دخل البيت من بابه !!!!!

 

راح لأهله و قال لهم يا بابا و يا ماما انا دلوقتي بقيت مستعد انى اختار شريكة الحياة شوفوا لى من معارفكم بنت تكون متدينه و بنت ناس

 

شافوا له واحده و اتنين و تلاته و في كل مرة كان بيحصل قبول قوى من طرف البنت لشكله و لشخصه و عيلته و مكانته

 

بس يا ريتهم كانوا بيسيبوه في حاله لغاية ما يتأكدوا من موافقتهم المتسرعه

لأ لازم المبالغه في كل شئ

 

اصلنا شعب بيعشق المبالغه

 

كان الشاب ده يروح بيته من هنا بعد اول زيارة و هو منتظر نتيجة المقابله يفاجئ ان مامة البنت المتقدم لها او اى حد من معارفها او الواسطه اللى جابتها لهم بيتصل بيهم و يبتدي يمدح في ادبه و اخلاقه و قبوله

 

و اللى تقول لهم و الله انا بنتى استخارت ربنا قبل ما تقابله و اول ما شافته قالت ده وشه مريح

 

و اللى تقول مامتها احنا المرة الجايه عايزين نقرأ فاتحه على طول مش عايزين نطول

 

و اللى كانت بتصر و همّ في بيت هذا الشاب اى في بيت العريس انهم يقرأوا الفاتحه فعلاً مع انها الزيارة التانيه فقط ما بينهم و مع انهم في بيت العريس و هذا عكس المتعارف عليه

 

مش بس الأهل و المعارف ده البنت نفسها اللى كان بيقابلها كانت بتعمل له البحر طحينه ، يقول لها امكانياتي الماديه محدوده تقول له و ايه يعني ما احنا اتقدم لنا اصحاب القصور عملنا بيهم ايه المهم القبول ، كان يقول لها حكافح كتير كانت تقول له انا عايزه اكافح معاك

 

و كل ده في الجلسات العائليه و تحت اشراف الأهل في اول او تاني جلسة تعارف و برضي كامل و مباركة الأهل و من ناحية بنات مشافهمش قبل كده و لا كان يعرفهم

 

بإختصار كانت دايماً في مبالغه انسانيه و عاطفيه من العروسه و اهلها كانت المبالغه دي بتطلع هذا الشاب في سابع سماء و بيتصور ان خلاص ربنا عوض صبره خير و كلل سعيه بالنجاح

 

اتاري الأختبار للآخر و لسه بدري على جائزة السماء

 

و للأسف بعد المرة التانيه دايماً كان بيبقى في رفض غريب و مش مبرر او مبرر بعلل خايبه انهم استخاروا تاني او ان البنت ظهر لها اعمام و زعلوا ان الفاتحه اتقرت من وراهم و رفضوا الجوازه مع ان اهل البنت همّ اللى كانوا متصربعين... الخ  

 

و زي ما طلع الشاب الغبى اللى صدق ان الدنيا لسه بخير في سابع سماء كان بينزل في سابع ارض و مرة مع مرة كره الحياه و الناس و الصح

 

و زي ما حكيت لكم عن شاب حياته اتدمرت كمان عايزه احكي لكم عن بنت كفيفه كانت عايشه حياتها و راضيه بعذابها كانت عارفه انها انكتب عليها الشقاء اول ما ربنا اختار لها تكون ابنة المجتمع الشرقي قبل ما انها تكون كفيفه

 

 لأنها لو كانت ابنة الغرب بهذه الإعاقه كانت عاشت اجمل حياة ، كانت فاهمه انه مش من حقها تحب و تتحب و كانت فاكره ان مفيش امل خلاص انها تلاقي شاب زي كل البنات يقول قلبها عليه هوه ده هي كانت مين يعني و ان معندهاش حرية الإختيار حتى ما بين المتقدمين ده اذا كان في متقدمين

 

دي تحمد ربنا و تبوس ايديها وش و ظهر انها لقيت حد يرضي بيها اصلاً

 

و في يوم من الأيام البنت دي تقدم لها شاب اصغر منها سناً بكام سنه و سليم و وسيم و مركزه في الحياة محترم

 

ياااااااااااااااااه يا ما انت كريم يا رب

 

ربنا كبير و مفيش اعدل منه عوضها الصبر و الحرمان و الخوف من بكره و نظرة بتدبح في عيون الناس مكانتش حتى شايفاها بس كانت طول الوقت حاساها عوضها تعويض جميل

 

احنا للأسف افتكرنا كده و احنا بنحضر خطوبتها

 

لكن للأسف كشفت لنا الأيام ان الدنيا دار ابتلاء و ان اختبار الله للآخر و لسه بدري على جوائز السماء

 

استكتروا البنات اصحاب القلوب السوداء هذا الشاب النبيل عليها و استخسروا تضحيته فيها يعني عملوا زي ما بيقول المثل الشعبي ( حسدوا الغجر على ظل الشجر ) بقوا يضربوا كف على كف و يقولوابقى تنازل و خطب واحده اكبر منه ، ده المبصرات في مجتمعنا الشرقي مبيلاقوش بسهوله واحد اصغر منهم في السن يرضي بيهم ، و كمان جايب لها شبكه و عامل لها خطوبه .. ده المبصرات في مجتمعنا لازم يمضوا اقرار انهم لا عايزين شبكه و لا مهر و لا خطوبه و لا اى حاجه ابداً عشان يلاقوا شاب يرضي بيهم دي و الله تضحيات كبيرة

 

و مش عايزه احكي عن سبب انفصال هذا الشاب عنها لسببين اولهم انى سمعت من البنت بس و ممكن تكون من فرط حزنها تجنت عليه بعض الشئ

 

و ثانياً ان السبب في الإنفصال مش هو موضوعي اليوم و لكن موضوعي عن المبالغه في المشاعر من الأطراف اللى بتكون واثقه انها ممكن في اى لحظه متكملش

 

اكتر جمله حكيتها البنت قطعت قلبى انها قالت له قبل ما يسيبها

 

هو انا مش صعبانه عليك

 

فقال لها امى قالت لى اللى يصعب عليك يفقرك

 

طيب كنت ليه بتتصل بيها كل يوم و تتكلم معاها بالساعات و اذا متكلمتش معاها بتزورها في البيت  

 

لمّا انت لسه بتجرّب كنت ليه بتدخل نفسك جوه قلبها كده و تعقلها بيك  

 

ما كانت عايشه في حالها راضيه بنصيبها و مبتحلمش من الدنيا بشئ

 

ليه خليت قلبها يحلم و بعد ما رفعته في سابع سماء رميته بقسوة على سابع ارض و خليته يندم

 

يندم انه صدق ان الوسيلة الآمنه لبنات الناس المحترمات هي دخول البيت من بابه و دخول القلب بإحترام و إنسانيه  

 

فرقت ايه عن اى شاب بيتلاعب بعقول و قلوب الفتيات بلا رابط شرعي

 

المبالغه !!!!؟؟؟

 

قضيتي هنا في الموضوع ده المبالغه

 

المبالغه في المشاعر في بداية الإرتباط و الإلحاح عليها بقوة من طرف من الطرفين تجاه طرف تاني حذر و خايف ، خايف يشم ريحة الورد في الجناين و يصدق ان الدنيا لسه فيها ربيع ، خايف يشوف السماء زرقاء و البحر صافي و يسمع صوت العصافير في الفجر و يشوف القمر اكبر

 

و كل جريمته انه في لحظه و بعد كل الحذر و الخوف بيصدق الكذبه .. بيصدق انه قابل قلب احبه بصدق

 

 بيصدق ان اللى دخل البيت من بابه للبنات او اللى اندخل لها البيت من بابه للشباب ناس جادين و حتى لو قابلتهم صعاب الحياة في الأول حيصمدوا لأنهم جادين لأنهم فاهمين يعني ايه زواج و يعني ايه شرع الله و مدركين لقدسية هذه الخطوة ، لأنهم فاهمين ان دخول البيوت مش لعبه و دخول القلوب كمان مش لعبه  

 

و انا مش عايزه اتكلم اكتر من كده بيتهيأ لى الصورة اتضحت 

 

و كل املى بس ان كل بنت بتوافق على الخطوبه عشان بس تعيش لها يومين حلوين و تحس انها عروسه و ترقص في الكوشه على انغام الدي جي و تستنزف اهلها في مصاريف كتير و تتمنظر وسط صاحبتها بالدبله و فستان الخطوبه و كل مشغوليات العرايس و بعدين آخر حاجه بتفكر فيها هذا الإنسان اللى بتوافق عليه على سبيل التجربه 

 

نفسي انها تاخد بالها بس ان هذا الإنسان هو انسان مش فستان بتجربه ، هو مشاعر و قلب واحاسيس مينفعش تدبحها و تدمر حياته وهي مش واخده بالها و متصورة انه حيسيبها و ياخد ست ستها و انه مش خسران حاجه طالما اخد شبكته و طالما ان اهلها همّ اللى غرموا تكاليف الخطوبه

 

كل املى بس ان كل شاب يدخل بيت من بابه و يطرق قلب فتاه بإلحاح ميكونش بس عشان هو لسه بيجرب و البنات على قفى من يشيل و طالما ان مكانلهاش في سكة الإرتباط و الصحوبيه يبقى ميضرش قراية فاتحه او خطوبة

ايه يعني لما يخطب او يرتبط 50 او 60 مرة منفعتش دي في غيرها و غيرها و غيرها ما دامت مخسرتش حاجه و متزوجتش لا قدر الله و اتطلقت و لا خرجت معاه هنا و لا هنا يبقى خلاص

 

نفسي ياخد باله بس ان هذه الإنسانه هي انسانه مش بدله بيقيسها هي مشاعر و قلب و احاسيس مينفعش يفقدها الثقه في كل الناس المحترمين و في كل المبادئ و القيم و يندمها على انها عاشت طول عمرها محترمه عشان متتعرضش لتجربة انسانيه قاسيه زي دي و بعدين تلوم نفسها و تشك في طريق الصح و المفروض و الواجب

 

وهو مش اوخد باله و فاكر انه زي ما اكتشف ببساطه في لحظه انهم مينفعوش لبعض ان هي كمان خلاص الشهر الجاي حتكون اتجوزت واحد تاني غيره و حيقدر ببساطه و راحة ضمير

 بعد سنه على الأكثر يقول لخطيبته الجديده او ضحيته الجديده انها كانت (...) بس دلوقتي هي عايشه في بيتها متهنيه و سعيده مع زوجها و اولادها

  

بقول لهم لا يا سيدتي و لا يا سيدي

 

في قلوب شفافه و نفوس بريئه متدوسوهاش برجليكم و تحطموها بقسوتكم و ماديتكم

 

في ناس غبيه لسه بتصدق ان في حاجه اسمها الناس ولاد الناس الطيبين و ان في وسائل محترمه للناس المحترمين عشان يلاقوا نصفهم التاني اللى بيبحثوا عنه من اول يوم مولدهم و اول ما يقابلوه يلاقوا كل مشاعرهم بتقول له ( ليه سايبني لوحدي طول العمر ده ) كأنهم كانوا منتظرينه عشان يشاركهم كل اشيائهم و آرائهم وادق مشاعرهم حتى الحاجات اللى كانوا بيحبوا يعيشوها لوحدهم مبقلهاش طعم من غير نصفهم التاني .. تصوروا بقى في ناس غبيه لسه بتفكر بالشكل الأفلاطوني ده   

 

بقول لكل العابثين المستهترين ارجوكم ابعدوا عن بيوت الناس دي و عن قلوبهم

 

عشان يقدر يفضل الأب يقول لبنته يا بنتى متقلديش البنات الوحشه احترمي نفسك عشان كل الدنيا تحترمك و ربنا يرضي عليكي و تلاقي الإنسان اللى يراعي ربنا فيكي

 

عشان يفضل اب يقدر يقول لبنته يا بنتى لو دخل البيت من بابه و حط ايده في ايدي راجل لراجل انا اللى ححميكي

 

عشان تفضل ام تقدر تقول لإبنها متقلدش اصحابك الوحشين احترم نفسك عشان الدنيا تحترمك و ربنا يرضي عليك اختار لبيتك المحترمه و بنت الناس

 

عشان تقدر تفضل ام تردد لإبنها قول رسول الله صلى الله عليه و سلم تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس 

 

بقول لكل العابثين ارجوكم لا تعبثوا بالقيم المقدسه

 

انتوا عندكم الف طريقه و طريقه تعيشوا بيها حياتكم و عندكم ناس كتير يشبهوكم لكن في ناس تانيه متعرفش غير طريق الصح و بس مينفعش ده كمان تشوهوه و تدمروه و تقفلوا في وشهم آخر امل في انهم يقابلوا ناس محترمين زيهم  

 

شكراً

منار عقل

 

اللهم اجعلنى خيراً مما يظنون و اغفر لى ما لا يعلمون و ارحمني يوم يبعثون

  

 


هناك تعليقان (2):

SOLITUDE® يقول...

الموضوع ده أنا مريت بيه مرتين بأشكال مختلفة، وفعلا كل يوم بسأل نفسي أنا استفدت ايه لما مشيت صح؟؟

لكن برجع أقول كما قال محمود درويش
خسرت حلما جميلا...وما خسرت السبيلا

شكرا لموضوعك الرائع

Waleed Fareed يقول...

نورت Solitude
لكن مجرد مشيك صح هو المكسب ذاته
فلا يوجد تأنيب ولا مرارة تتبع المشي الصحيح
تحياتي لك