تصديقًا لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف أثناء تناول الطعام والشراب حذرت دراسة طبية حديثة من أن تناول الأكل والشرب أثناء الوقوف له نتائج سلبية على صحة الإنسان.
وأشارت الدراسة إلى أن الإنسان يكون في حالة الوقوف متوترًا ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية بحالة فعالة، موضحة أن تزامن الطعام والشراب مع هذه الحالة ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعوق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة محدثة في بعض الأحيان آلامًا شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي.
وأوضح الدكتور عبد الرزاق الكيلاني أن العلم أثبت أن الشرب وتناول الطعام جالسًا أصح وأسلم، حيث إن شرب الماء واقفًا يؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة ويصدمها صدمًا، وتكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة وهبوطها فيؤدي في النهاية إلى عسر الهضم.
ومن جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم الراوي أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوترًا ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن والوقوف منتصبًا، وهي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي والعضلي في آن واحد، مما يجعل الإنسان غير قادر على الحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام والشراب.
وأكد الراوي أن الطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة، وأن هذه الانعكاسات إذا حصلت بشكل شديد ومفاجئ فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة (Vagal Inhibation) لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثًا الإغماء أو الموت المفاجئ، كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة ومحدثة في بعض الأحيان آلامًا شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي وتفقد صاحبها البهجة عند تناوله طعامه وشرابه.
يذكر أن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفًا تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها، حيث يلاحظ الأطباء أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة
نقلا عن مفكرة الإسلام