مين اللى قال انك اتخلقتي في الدنيا بس عشان تتجوزي ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مين اللى قال انك اتخلقتي في الدنيا بس عشان تتجوزي ؟

الحقيقه ان هذا العنوان مش من ابداعي 100% و لكنه مقتبس بنسبة 90 % من احد العناوين الذي ورد ذكره

في موضوع عايزين يجوزوا....... بالعقل كدا
و كان ضمن مجموعة عناوين طرحها وليد لمناقشة قضية البنات مع الزواج من جوانب عديده بالتفصيل الممل
عشان كده انا بستأذنه اليوم انى اجعل هذا العنوان مدخل لموضوع تاني اشمل اثار عنوانه شجوني للحديث فيه

هو بالنسبة لى موضوع حياة

اعتقد احياناً بإن سر شقائنا هو اننا بنطلع للدنيا نلاقي السابقين و الأجداد راسمين لينا طريق خيالى مفروش بالورود له جدول زمني محدد و معلوم المحطات

و واقفين يتفرجوا عليه بإعجاب شديد و سعداء بانفسهم جداً و في انتظار مجيئنا للحياة عشان نمشي على الطريق ده و ننفذ الجدول الزمني ده

و اول ما بنيجي للدنيا بيشاوروا لنا بإيدهم بكل التفاؤل الى الما لا نهايه و عينهم مملؤه بالآمال المحلقه في الأفق و بصوت حاني مشرق يقولوا لنا يالله يا اولاد طريق السعاده اهوه اُدامكم امشوا عليه و اتهنوا

و الحقيقه ان طريق السعاده ده بيبقى زي كود البلد كده لكل فئه الطريق بتاعها

خليني امشي معاكم على طريق منهم حافظاه عن ظهر قلب
و نشوف الأجداد رسموا لنا ايه علية

نقول مثلاً :- طريق الأسر المتوسطه التى تسكن في المدن و التى يزيد دخلها
عن 2000 جنيه و يقل عن 15 الف جنيه في الشهر متستغربوش من الفجوة
طبيعي ما احنا في 2008

بس اسمحوا لى انقل لكم تفاصيل الطريق ده بشئ من الكاريكاتيور المبالغ فيه عشان متزهقوش و انتوا ماشيين معايا عليه

نبتدي ؟؟؟؟..... نبتدي

شوف يا سيدي

اول خطوة في الطريق بتبتدي من يوم ولادة حضرتك .. مهم جداً انك تتولد طفل جميل و شعره ناعم و سليم و معافي و لو قدرت ان عينك تكون ملونه يبقى كويس

الخطوة التانيه انك تظل سليم صحياً في كل خطوات حياتك متتعبش حتى بدور برد عابر و لا تكح و لا تعطس في يوم و لو حظك جاء ان الوفاة تكون في سن الثمانين حيكون سن مثالى جداً

الخطوة رقم تلاته هي التعليم :- حضرتك لازم تدخل التعليم من بوابة كجي 1 لو دخلت من بوابة الحضانه العاديه حتبقى بائس جداً و الأقل حظاً بين ابناء جيلك و على فكرة الكجي
المثاليه هي اللى تكون اسلاميه و لغات في نفس الوقت

الخطوة الرابعه هي انك تكون الأول دائما من اولى ابتدائي حتى آخر سنه في الدراسات العليا الأول على فصلك او على المنطقه التعليميه كلها ، زي ما تحب يعني و ان والدك يصمد في رحلة اعطائك الدروس الخصوصيه في كل المواد برده من اول اولى ابتدائي حتى آخر سنه في الجامعه من غير شكوي او شبهة تقصير حتى في المواد التافهه اللى تشبه الف باء

و في محطه مميزه هنا هي محطة الثانويه العامه :- لازم بعد ما مامتك تتعذب في الثانويه العامه عشانك و تبكي بالدموع و يغمي عليها امام المدرسه انك تجيب مجموع كبير جداً علماً بان دي كمان من خطوات السعاده ان امهاتنا يجي لهم اليوم اللى يقولوا فيه انا ابنى و بنتي في الثانويه العامه و يعيشوا جو التوتر و تلاقي الأم اللى لسه اولادها موصلوش للمرحله دي غيرانه من الأمهات اللى اولادهم وصلوا لكده ... عشان تشتكي لصاحباتها و تحط مأشساتها على مآسيهم و الحركات دي يعني

ارجع و اقول لك لازم تجيب مجموع كبير و دخولك الجامعه لازم يكون حاجه من 3 يا امّا تدخل كلية قمه ، يا امّا تدخل كلية ليها سمعه مميزه بين الكليات ، يا امّا تدخل كليه بالفلوس ... المهم يبقى في سبب قوى للمنظرة

و لمّا تتخرج ضروري تتعين بسرعه و الوظيفه حتكون في مكان شيك و مركز مرموق وبراتب كبير و بعدها ب3 شهور على الأكثر تيجي خطوة العروسه او العريس

اللى لازم يكون او تكون جميله او وسيم و من عيله و مركز و صحياً مفيهومش غلطه عشان الأطفال تتولد جميله و شعرها ناعم و سليمه و معافاه و لو قدرت ان عينهم تكون ملونه يبقى كويس

و طبعاً
محدش على وجه الأرض من ابناء هذه الطبقه بيقدر يمشي على طريق السعاده بنجاح نسبته 50 % حتى لو حقق 30% يبقى كتر خير الدنيا

لكن على مين ... احنا مبيهمناش احنا ناس مؤمنه و صابرة و صامده ... كل ما تحصل لنا كارثه نقول قدر الله و ما شاء فعل .. و كل ما تحصل لنا مصيبه .. نقول لا اله اللا الله إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)...سورة البقرة و نصبر روحنا و احنا بنقول معلش الدنيا كده
جميل قوى ...الدنيا كده فعلاً

بس السؤال اللى محيرني قوى جداً بقى و اللى كان المفروض يكون هو عنوان موضوع اليوم هو

مين اللى قال اساساً ان هو ده طريق السعاده ؟؟؟؟!!!!؟؟؟

حضرتك لو اكلت فراخ و حمام و بط حتكون سعيد و لو اكلت طعميه و فول حتكون متواضع ... مش كده

طيب لو نباتي او بتكره الفراخ و الطيور يا ترى ميزان السعاده عندك حتكون ايه اخباره ... تقدر توصف لنا شعورك بالسعاده بطبق فول لاقيته صدفه بالغلط في عزومه

بننتحر عشان نجيب القرش عشان ندخل اولادنا مدارس خاصه عشان ميبقوش اقل من حد ...مش كده

تقدر تقول لى لو كنت من جيل الخمسينات كان حيبقى منظرك ايه امام الناس و انت مدخّل اولادك مدارس خاصه .. قول لهم اد ايه كنت حتشعر بالخزي و الخجل لأن زمان كان الوضع معكوس

حضرتك شايف ان السعاده ان شريكة حياتك لا يزيد عمرها عن 22 سنه مهما كان عمرك و ان قمة التضحيه هي انك تتزوج واحده عمرها 27 سنه

طيب لو كنت عايش في زمن نوح عليه السلام ايام ما كانوا الناس بيعيشوا الف سنه ...
تصور بقى ده انت كان ممكن تتباهي ان عروستك عندها مثلاً 327 سنه

و اللون اللى كنتى حتموتي عليه و الموديل اللى دفعتي فيه اد كده عشان تشتريه يا عيني بعد سنه واحده اتغيرت الموضه و بقى طقم.... بيئه

وهم احنا بنسميه سعاده مجرد وهم ملوش اى اساس من الصحه

تعرف لو سألت واحد مش بيصلى و قلت له هي الصلاة و قرأة القرآن الكريم سعاده ؟؟ انا واثقه ان رده حيكون بنسبة 90 % ايوة

تعرف لو سالت واحد كئيب و قلت له هي الطبيعه بكل مفرداتها من مناظر خلابه من شروق و غروب وعصافير و فراشات سعاده ؟!؟ انا واثقه برده ان اجابته حتكون بنسبة 90% ايجابيه

هي دي السعاده الحقيقيه و طريق السعاده الحقيقي اللى ربنا خلقها لينا
اقصد الحاجات الثابته اللى ميختلفش عليها اتنين و منتعذبش كتير عشان نحققها و يحققها ناس و يتحرم منها ناس

تعرفوا ليه لأن الله الحكم .. العدل

مش من العداله ان ربنا يخلى واحده تفرح ان عندها اطفال و التانيه لأ

احنا اللى عملنا في نفسنا كده لمّا شاورنا على اللى عندها اطفال و قلنا يا بختها و تصورنا ان هي دي السعاده المطلقه و ان مش مهم اطفالنا دول يتولدوا مرضي او يهنيونا لمّا يكبروا و يعقونا و يرمونا حتى في الشارع ... المهم بس اننا خلفنا و متحرمناش من نعمة الخلفه ..

و مصمصنا شفيافنا و بصينا للتانيه اللى ربنا مرزقهاش بالأطفال بعد سنيين زواج و قلنا يا حرام و خوفنا من عينيها ... و كل ما نشوفها نبص لها بشفقه و ندعي لها ربنا يديها
مش مهم تكون اساساً هي حاسه بمشكلتها و اللا لأ ...مش مهم تكون بتبص على اولاد الجيران و العيله و اللا لأ ... المهم اننا عايزين نصدق ده مش بس كده لأ و نجبرها تصدقه معانا و نحسرها على نفسها و نحسسها بكل الإيماءات و التلميحات و النظرات اللى من تحت لتحت انها غير مرغوب في وجودها في حضرة اى ام معاها اطفال و اننا بنقرا ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) ( من عينيها ) و كل ما تمسك طفل نحط ايدنا على قلوبنا

و لو حنتكلم عن مشكلة الزواج حقول لكم انها في العشوائيات مش ازمه اصلاً البنت هناك بيتقدم لها عرسان كتير جداً بسهوله شديده ... ابن الجيران و ابن خالتها و زميلها في المحل اللى شغاله فيه و اخو صاحبتها .. و فلوسها على فلوسه بيتعمل البيت و الحياة سهله

بس تعرفوا ليه نعيش سعداء .. لازم ندور على النكد بمنكاش ... المشكله بقى بتكون هنا في الأهل .. اللى مش عايزه البنت تتجوز ... مش عايزين يفقدوا الفرخه اللى بتبيض لهم 500 جنيه كل اول شهر بعد شغل 12 ساعه يومياً
و كمان الكارثه الحقيقيه ان الأب اللى غالباً في هذه الطبقه بيعيش على جهد ابناءه بيكون خايف ليتورط في الصرف على البنت في جوازها و يضطر يشارك ب1000 جنيه و اللا حاجه

و اى كلام ... في اى كلام مش مهم يطلع ايه ... المهم بس ان الكلام يتحول لأزمه .. و بعدين لكارثه قوميه .... ثم لتعاسه ابديه

انا نفسي افهم واحده او واحد متزوجوش لغاية ما سنهم عدي ال40 ... ده نصيبهم
و لو اتنططوا و لو شاف 200 واحده او لو قابلت هي 50 رجل عشان يختاروا منهم شريك الحياة مش حيتزوجوا اللا لمّا ربنا يأذن بكده

ايه بقى لازمة ان المجتمع يحسسهم بالضياع و الحرمان و ان كل شئ بيعملوه في دينتهم دون الزواج ملوش اى قيمه او اى لازمه و ياعيني يا بني و يا حرام يا بنتي على حظك ... ليه لازم يعيشوا 20 سنه من عمرهم يتعذبوا بسبب كلماتنا و معتقادتنا بإن الحياة ملهاش طعم بدون زواج و انه اصبح هدفنا الوحيد في الحياة و شغلنا الشاغل

في وسط عالم يتحطم من الجوع و الحروب و الغلاء و البطاله

عالم محتاج لعقولنا و طاقاتنا و جهودنا و كل ذرة فاضيه في وقتنا عشان نتواصل فيها مع الآخر

و احنا قاعدين نبكيّهم على حالهم انهم متزوجوش عمّالين نحاوطتهم بحسرتنا عليهم و نخنقهم بكلامنا اللى فاكرين اننا بنتواصل معاهم بيه و بنواسيهم بيه

طيب واحده او واحد حساسين جداً ربنا سبحانه و تعالى خلقهم و كتب عليهم ان قلبهم ده ميتفتحش غير مرة واحده في العمر لشريك حياة واحد فقط و همّ و نصيبهم بقى ، يا يلاقوا الشريك ده و يتزوجوه و يعيشوا سعداء يا امّا تفشل حياتهم و ينتهي ارتباطهم بهذا الشريك بالطلاق بعد الزواج او بالوفاة او بفسخ الخطبه و احياناً بيكون قبل قرأة الفاتحه كمان

اهو الناس اللى بتكون من النوع ده لو عملت المعجزات في نفسها
برده مش حتقدر خلاص تتزوج حد تاني ... مش رهبانيه ... لكن ربنا خلقهم كده روحهم لا تستجيب اللا لشخص واحد فقط طول فترة حياتهم سواء كانت سيده او رجل ... و مش لازم يكون عبد الحليم و شاديه .. عشان محدش يفسر كلامي دينياً غلط ... احد الشيوخ الأفاضل عندما توفت زوجته لم يستطيع الزواج بأخرى ... قال و الله ما كانت هناك على الأرض اجمل منها امراة ... كانت تشعر بى عن بعد
روح بتنادي روح ... و قلب يتآلف مع قلب

الناس دول بيتعذبوا و بيتحرقوا في صمت و محدش بيحس بيهم و لا بيصدقهم .. و لا بيفهمهم
كفايه عليهم اللى همّ فيه ... ما نسيبهم في حالهم ... ليه كل ما نشوفهم نندمهم على نفسهم و نتوعدهم كل شويه .. و نضغط على اعصابهم ... بالجمل الشائعه التى يقولها الأباء للأبناء عادة ... زي ( بكرة تندمي او بكرة تندم .. متجريش وراء وهم اللى راح راح ... عيش و اتجوز و استمتع بأولادك و بحياتك مفيش حاجه تستاهل

و الحقيقه اننا مهما نقول مش حيحصل اكتر من اننا حنكون غرسنا داخل نفس هؤلاء اعتقاد يقيني بإن الندم مكتوب عليهم طول العمر

....... الخ

و مش عايزه الناس تتصور انى بقول الكلام ده من واقع مثالى او انى قادرة ادير حياتي كما اتمنى
و لكن المثل بيقول اسأل مجرّب

و انا احد ضحايا الواقع ... حاولت اكون سعيده بمعتقداتي ...و اعيش في عالم خيالى من صنعي ... حتى لحظات الألم فيه تكون لحاجات بتؤلمنى انا بجد مش حد تاني .. مش حد شبهي .. مش حد ليه نفس ظروفي ... و اللى يهمني انى اتألم بسببها مش اللى المجتمع بيفرضها علينا انها اجباري تؤلمنا ...لمجرد ان اقدرانا بتشبه ناس تانيين

لكن اكتشفت انى مسجونه خلف اسوار غليظه من الواقع غرست نفسها في جدور عمري من اول ما اتولدت

و بقى الحزن مضاعف ... احزن عشان اللى بيحزنني و احزن عشان اللى الناس عايزينه يحزنني

و الفرح مصطنع .. افرح باللى يفرحني و اتظاهر بإنى فرحانه باللى الناس عايزينه يفرحني ...

و الكلام مبقالوش معني ... بقول اللى عايزه اقوله و حسّاه و معاه بقول الكلام اللى كبرت لاقيت المجتمع بيعلمنى اقوله مع ان الإتنين على طرفي نقيض

شوفتوا الكوميديا السوداء

و مش عايزه حد يقول لى المهم قوة الإيمان و اقتناع الشخص من جواه باللى بيعمله ...و ملوش دعوة بحد
عشان حقول لكم و الله العظيم غلط ... على الأقل مش كلنا نقدر

عشان كده مهم اننا كلنا نتغير و تفكيرنا من جوانا يتغير مش عشاني و لا عشان حضراتكم و لكن عشان جيل جديد قادم

و ارجع و اقول لكم ان طريق السعاده الحقيقي مرسوم في القرآن الكريم بس للأسف احنا بنتشدق بالآيات من وراء قلبونا
بنردد قوله تعالى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) ... سورة البقرة
لكن مش مؤمنيين بيها ... مش قادرين نحسها و نصدقها

اصدرنا احكامنا خلاص بإن كده و كده و كده يبقى سعاده و كده و كده و كده يبقى شقاء
شكراً ... و اعتذر عن الإطاله