لي قصة أريد أن أسردها إليكم عن فتاة ذهبت لتزور أيتام في الشهر الفضيل و تدفع الكفالة الشهرية لهم. و عندما نزلت إلى الشارع بحثت في شنطتها فلم تجد ما يكفي لتعود للمنزل و كان لديها مبلغ آخر لأيتام في ملجأ آخر، لكنها حرصت ألا تأخذ من هذا المبلغ و لو كلفها الأمر أن تسير قرابة الساعتين على أقدامها لتعود للمنزل
و بينما هي تفكر في الأمر. إذا بحافلة تمر من جانبها و هي التي كانت تخطط لتركبها قبل أن تبحث في شنطتها فتكتشف أنه ليس معها ما يكفي لثمن تذكرة الحافلة
و دون وعي منها أشارت للحافلة و عندما صعدت تذكرت الكارثة أن ما معها لا يكفي لثمن التذكرة
بحثت و بحثت لعلها تجد نقودا منثورة هنا أو هناك في شنطتها، لكنها لم تجد. فإذا بالسائق و قد علم ما بها من حركاتها يقول لها : خلاص يا بنتي. شعرت الفتاة بالخجل و انزوت في ركن بالحافلة و هي تفكر بالأمر. و عندما وصلت الحافلة للمحطة القريبة من المنزل سمعت الفتاة صوت أذان المغرب، و في الوقت نفسه اندفع الجميع في الشارع يلقون من نوافذ الحافلة التمر و الكعك . أخذت الفتاة بضع تمرات و نزلت من الحافلة
في الطريق وجدت شخصا يبيع الحلوى بمتجر صغير بالقرب من منزلها. كان يسرع متوجها نحو المحطة و قد أذن الأذان و لم يفطر
أعطت الفتاة التمرات التي كانت بيدها للرجل الذي عرفها و شكرها و دعا الله لها، أسرعت الفتاة و في طريقها وجدت بائعا للعصير الذي تحب، و ما كانت قد أفطرت بعد، اشترت الفتاة منه بالمبلغ الذي لم يكفي لثمن تذكرة الحافلة، همت الفتاة لتشرب و إذا بها تجد عجوزا مسكينة و لم تفطر. أعطت الفتاة العجوز كيس العصير و حمدت الله أنها قد وصلت للمنزل و عندما فتحت الباب وجدت الجدة بانتظارها. لم تكن الجدة قد أعدت بعد الطعام كله، لكن أحدا قد أحضر لها الكثير من العصير الذي تحبه الفتاة. قالت الجدة: لقد أحضره لنا خالك
سرت الفتاة و دمعت عيناها، فقد أعطت لما أعطاها الله فلم يحرمها الله رغم قلة ما أعطت و أعطاها بسخاء
في اليوم التالي ذهبت الفتاة لتدفع ثمن الكفالة الخاص بالملجأ الآخر
إذا لم تفهم شيئا فعذرا فقد كتبته في عجالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق