الأحد، فبراير 24، 2008

سان استيفانو .....الدولة العثمانية 1

كثيرا ما تقرأ كلمة السنن وتكرارها وكثيرا ما تسمع احدهم يخبرك ان تتعظ وتتعلم من قراءة التاريخ وهو اسلوب القرآن في العظة مما حدث مع الأمم السابقة وهيجي واحد يقولي طب ندرس تاريخ الدولة العثمانية ليه ؟ هقوله لانها كانت دولة من أقوي دول العالم وكانت تحكم أغلب اوروبا وافريقيا واسيا ولولا تكالب الاعداء عليها والمساعدة التي حصلوا عليها من داخل الدولة لكانت ما تزال تلك الدولة تحكم اغلبية الكرة الارضية فقد كانت الدول الغربية تحتج بمبدأ حقوق الأقليات وما الي ذلك مما قد تسمعه اليوم للتدخل في شئون الدولة العثمانية
قامت روسيا بإثارة إمارتي الصرب والجبل الأسود ضد الدولة العثمانية، ووعدتهما بأنهما إذا أعلنتا الحرب على الدولة العثمانية وانتصرتا عليها تدخلت هي بجيوشها للإجهاز على الدولة العثمانية، وأنه إذا انتصرت الدولة العثمانية على الإمارتين تدخلت روسيا لوقف هذا الانتصار ومساعدة الإمارتين. وذلك من أجل القضاء علي الدولة العثمانية.
استعدت إمارتا الصرب والجبل الأسود لحرب الدولة العثمانية من خلال شراء السلاح وحشد القوات العسكرية وتدريبها، وساندتهما روسيا بإرسال الجنرال "تشرنايف" أحد أشهر قوادها ليقود زمام الجيوش في تلك الحرب المرتقبة، وكان برفقته عدد من الضباط الروس الذين تم إقالتهم من الجيش مؤقتا حتى يُتاح لهم الذهاب لقتال العثمانيين تحت راية الجيش الصربي.
وأمام هذا الموقف جمعت الدولة العثمانية جيشا من أربعين ألف مقاتل واستعدت لمواجهة الصرب إذا تعدوا الحدود، ووقعت الحرب بين الطرفين في (9 من جمادى الآخرة 1293 هـ=1 من يوليو 1876م) وصمتت الدول الأوربية عن إدانة العدوان الصربي على الدولة العثمانية .
ونشبت الحرب الروسية- العثمانية، المعروفة بـ"حرب 93" التي بدأت في (11 من ربيع الآخر 1294 هـ= 24 إبريل 1877م)، وكانت أكبر حرب عالمية جرت في تلك الفترة.
وقد حاربت الدولة العثمانية في هذه الحرب كلا من روسيا، ورومانيا التي أمدت الروس بمائة ألف مقاتل؛ رغم العداء المعروف بين الجانبين، وحقق الروس انتصارات في البلقان رغم الدفاع البطولي الذي أبداه العثمانيون، وفتحت هذه الانتصارات شهية الروس لمحاولة القضاء على الدولة العثمانية؛ فتحركت القوات الروسية صوب العاصمة "إستانبول"، ووقفت على بعد خمسين كيلومترا منها، ووقعت معارك بين الروس والعثمانيين في آسيا، واستطاع الروس الوصول إلى الأناضول.
وأمام تلك الهزائم الكبيرة والمتلاحقة اضطر العثمانيون لتوقيع معاهدة "سان إستيفانو" (وهي ضاحية من ضواحي إستانبول على الضفة الأوربية من بحر مرمرة) التي وقعها عن الجانب العثماني "صفوت باشا" وهو يبكي.

بنود سان إستيفانو:
أرادت روسيا المنتصرة أن تملي شروطها على الدولة العثمانية المغلوبة في معاهدة "سان إستيفانو"، وتكونت هذه المعاهدة من 29 مادة، ومنها كالتالي
- تعيين حدود للجبل الأسود لإنهاء الصراع، مع حصولها على الاستقلال.
- حصول إمارة الصرب على استقلالها، مع إضافة بعض الأراضي الجديدة إليها.
- حصول بلغاريا على استقلال ذاتي إداري، مع دفع بلغاريا مبلغا من المال سنويا للدولة العثمانية، ويكون موظفو الدولة في بلغاريا والجند من النصارى فقط، ويخلي العثمانيون جنودهم منها نهائيا.
- حصول رومانيا على استقلالها التام.
- يتعهد الباب العالي بحماية الأرمن والنصارى من الأكراد والشركس.
- يقوم الباب العالي بإصلاح أوضاع النصارى في جزيرة كريت.
- تدفع الدولة العثمانية غرامة حربية قدرها 250 مليون ليرة ذهبية لروسيا، ويمكن لروسيا أن تتسلم أراضي بدلا من هذه الغرامة.
- تبقى مضايق البوسفور والدردنيل مفتوحة لروسيا وقت السلم والحرب.
- يمكن لمسلمي بلغاريا أن يهاجروا حيث يريدون في الدولة العثمانية.
وقد حال السلطان "عبد الحميد" دون إعطاء روسيا 6 بوارج بحرية من أحدث سفن الأسطول العثماني كجزء من الغرامات لروسيا.

وتلاحظ أن هذا يعتبر اقتطاعا كبيرا من أراضي الدولة العثمانية حيث تخسر الدولة معظم ما لديها من أراضي في أوروبا باستثناء بعض المناطق القليلة غير المتصلة، والضعيفة من الناحية الإستراتيجية، كما أن نمو بلغاريا وتوسيع مساحتها يعني التأثير على مدينة "الآستانة" من الناحية الإستراتيجية حيث تحيط بلغاريا بكثير من جوانبها، إضافة إلى أن اشتراط المعاهدة بقاء قوات روسية في بلغاريا لمدة سنتين يعني أن عوامل الخطر تحيط بالدولة العثمانية، كما أن عملية البتر التي تمت لبعض المناطق من جسد الدولة العثمانية في أوربا كان يعني أن تنسلخ هذه المناطق بما فيها من مسلمين لتنضم إلى كيانات معادية لهؤلاء المسلمين.

وأدرك السلطان "عبد الحميد" بدهائه السياسي حجم وطبيعة التناقض في المصالح بين الدول الغربية، وسعى من خلال هذا التناقض إلى العمل على هدم معاهدة "سان إستيفانو"؛ اعتمادا على اللجوء إلى أقل الضررين، وبنى موقفه السياسي وتحركه على أن بريطانيا هي أقرب الدول إليه في هذه المرحلة؛ ولذا سعى لتنسيق أموره معها؛ ومن ثم أعطى بريطانيا لواء قبرص، مقابل دعمها له، وكانت قبرص مهمة لبريطانيا في تدعيم وجودها في غرب ووسط البحر المتوسط.
وانعقد مؤتمر في برلين برئاسة المستشار الألماني "بسمارك" في (13 من رجب 1295 هـ=13 يوليو 1878م) حضرته الدول الأوربية الكبرى، ولم يعط المؤتمر روسيا إلا النزر اليسير مما نصت عليه معاهدة "سان إستيفانو"، ويعتبر مؤتمر برلين من آخر الاتفاقيات التي عدلت الحدود الجغرافية السياسية لأوربا في القرن التاسع عشر، وأطال عمر الدولة العثمانية 35 عاما بدلا من "سان إستيفانو" التي كانت تسعى لوضع نهاية سريعة للخلافة العثمانية.
كانت معاهدة برلين هي المرحلة الثانية بعد معاهدة "كارلوفجة" 1699م، في تصفية الدولة العثمانية في أوربا، والتي ختمت بمعاهدة لندن 1913م، التي اعترفت بالاستقلال التام لثلاث إمارات تابعة لها هي رومانيا وصربيا وقرة داغ.

يُـــتـبـــــع بمؤتمر برلين
المراجع
علي محمد الصلابي- الدولة العثمانية
إسلام أون لاين

هناك 5 تعليقات:

محمود المصرى يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

انا سعيد بزيارة مدونة حضرتك هذا اولا
بالنسبة لتاريخ الدولة العثمانية هو فعلا فى غاية الاهمية بالنسبة لنا لكن دراسة تاريخ الدولة لا يمكن ان يبدأ ابدا من حرب البلقان , فضعف الدولة العثمانية بدأ حقيقة مع تولى سلاطين تنابلة لزمام الامور بعد وفاه سليمان القانونى وتولى سليم الثالث ابن الجارية الاوكرانية الخلافة بدلا من ابنه البكر مصطفى الذى كان معروفا بكفاءته ورجاحة عقله .
وبالنسبة للسلطان عبد الحميد فقد نجح فعلا فى سياسة احداث الصدام بين الدول الكبرى ونجح فى اجتذاب بريطانيا بعض الشىء لصفه , لكن الفت الانتباه الى انه لم يعطى بريطانيا لواء قبرص لكن اعطاهم تسهيلات بحريه فى الجزيرة فقط , ولعل الحرب العالمية الاولى كانت هى الفرصة التى كان يحلم بها السلطان عبد الحميد لكن الاتحاد والترقى لم يمهلوه حتى قيام الحرب ولم يكتفوا بهذا بل ورطوا الدول فى حرب ذهبت بها تماما.

Waleed Fareed يقول...

اولا: نورت المدونةوياريت متقطعش الزيارة كي نستفيد من تلك الاشارات والتعديلات
ثانيا:شكرا علي التصحيح وان كانت القصة علي المصدر الا اني ان شاء الله سأراجع مصادر اخري لمعرفة هذه النقطة

Waleed Fareed يقول...

نسيت اقولك ان المدونة لا تتسع لذكر كل ما يخص الدولة العثمانية بل هو تسليط الضوء علي نقاط معينة وقد كانت هذه النقطة بسبب اننا في نهاية فبراير وبداية مارس وهو ذكري سنوية لهذه الحادثة وشكرا لك

العراق صوت الحق يقول...

السلام عليكم أخي الكريم
بارك الله فيك موضوع جيد . يوضح جزء من حقيقة السلطان عبد الحميد . هذا الرجل الكريم الذي ظلمه التاريخ كثيرا . وهناك الكثير لا يعرف عنه شئ واصل . جزاك الله خيرا

Waleed Fareed يقول...

الأخ عمر
ان لا اتكلم عن السلطان عبد الحميد كشخص بل قد يأتي في مواقف تخص الدولة العثمانية والغريب ان الفن المرئي عندنا لا يهتم الا باصحاب التاريخ الملوث وحين يكتب يكون الكاتب اما حاقد أو كاذب ولم يتناول اي بني آدم سيرة السلطان بالخير