السبت، فبراير 09، 2008

حوار مع يساري مسلم... بالعقل كدا 3

يساري مسلم:

لم يدر في خلدي قط أنكم تنادون بالسلبية المطلقة وأن نتوقف عن أي مقاومة، رغم أن كلمة "بجانب" التي طالبتموني ان ألتفت إليها بجانبها هي الأخرى عبارة "الذي لا نهاية له"... و مع ذلك...
ورد في كلامكم المنهجية الإسلامية .. وبصدق لا أدري عن أي منهجية تتحدث، إذا كنت تقصد المنهجية الفقهية في التعامل مع الحاكم من وجوب الطاعة خشية الفتنة إذا جلد ظهري وأخذ مالي وأكرر خشية الفتنة ثم وصولا إلى الذروة والعصيان إذا ظهر منه كفر بواح فهذه منهجية (خنوع وذلة وخضوع لا أقبل بها وهي منهجية غير سماوية بل منهجية فقهية نحتت لصالح الحكام).. وهذه المنهجية هي المنصوص بها في كتب الفقه .. لذلك هيه منهجية غير نصية ...
1.الطاعة العمياء مهما فعل الحاكم..
لحديث منسوب للرسول: عن ابن عمر
تسمع وتطيع وإن أخذ مالك وضرب ظهرك،

2.الخروج في حالة الكفر البواح فقط وكأنه هناك من حاكم ساذج سيصرح بكفره .. وكأن العلاقة هي علاقة بين الحاكم وربه.. وكأن الله لا يستطيع أن يدك به الأرض إذا لم يصلّ ...
هذه في عجالة إن كان منطق المنهجية الإسلامية آسف يا أخي أن أقول هذه منهجية غير ربانية....
وهذا رد مختصر عن الجزء الأول من سياق حديثك..
عن منهجية التغير ...

مسلم أصولي:

قلت أنك لا تدري عن أي منهجية إسلامية أتحدث – و كأن الإسلام ليس به منهجية لمثل هذه الأمور! أم أنك أخي فلان من أرباب أن الإسلام عبارة عن بعض الشعائر التعبدية و الأعمال الخيرية و أنه دعوة إلى الأخلاق و فقط؟!!!
يا عزيزي الغزو الفكري الذي ابتليت به الأمة في القرون الأخيرة قد أدخل في فكر المسلمين الانفصال بين الدين و السياسة حتى أصبحت السياسة حكراً على طبقة من السياسيين المحترفين، و فهمت السياسة على أنها فن الخداع و المكر، و أن العلماء لا يصلحون للحديث في السياسة فضلا عن العمل فيها. و للتأكد من أن الإسلام لم يفرق بين السياسة و الدين فليرجع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم ليرى كيف أنه عليه الصلاة و السلام قد مارس جميع الأعمال السياسية، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون!

**

عن حذيفة بن اليمان أنه قال: قلت: يا رسول الله! إنا كنا بـشرّ . فجاء الله بخير . فنحن فيه . فهل من وراء هذا الخير شرّ؟ قال (نعم) قلت: هل من وراء ذلك الشرّ خير؟ قال (نعم) قلت: فهل من وراء ذلك الخير شرّ؟ قال (نعم) قلت: كيف؟ قال (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستـنـّون بسنتي . و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك!؟ قال (تسمع وتطيع للأمير . وإن ضرب ظهرك . وأخذ مالك . فاسمع وأطع).
و هو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه!

**

عن حذيفة بن اليمان أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أساله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية و شر، فجاءنا الله بهذا الخير فنحن فيه، وجاء بك، فهل بعد هذا الخير من شر كما كان قبله؟ قال ياحذيفة تعلـّم كتاب الله، و اتبع ما فيه، (ثلاث مرات). قال: قلت: يارسول الله أبعد هذا الشر من خير؟ قال نعم، قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف، قلت: و هل بعد ذلك الشر من خير؟ (و في رواية: قلت: وهل بعد السيف بقية؟) قال: نعم، وفيه دخن، قال: قلت: و ما دخنه؟ قال: يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي، و يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، [ فتنة عمياء صماء عليها ] دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا، و يتكلمون بألسنتا، قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع، فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك . وفي رواية أخرى ... فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك، فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت و أنت عاض على جذل شجرة . قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال. قال: قلت: فبم يجيء؟ قال: بنهر أو قال: ماء و نار فمن دخل نهره حط أجره و وجب وزره، و من دخل ناره وجب أجره، و حط وزره. قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال؟ قال: عيسى بن مريم قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: لو نتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة.
و هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه!

**

ثم ختمت ردك بقولك: "فإن كان هذا هو منطق المنهجية الاسلامية ... آسف يا أخي أن أقول إن هذه منهجية غير ربانية"...
معنى كلامك شيء من أربعة:
* إما أن الإمام مسلم و الإمام البخاري كاذبان ... و أن الرسول لم يقل شيئا كهذا ...

* أو أن رسول الله قال هذا و لكنها من تلقاء نفسه و ليست منهجية ربانية ... و أن السياسيين في عصرنا هذا مثقفون بدرجة تسمح لهم بأن يفهموا الدنيا أكثر منه صلى الله عليه و سلم ...
* أو أن العلماء الفقهاء الذين يكتبون في الكتب منذ العصور الأولى للإسلام و حتى الآن ... هم في الحقيقة علماء سوء و علماء سلطان كلهم و لا نفع فيهم ...خانوا أمانة العلم الذي هو ميراث الأنبياء، أو على أقل تقدير هم أغبياء لا يعرفون طرق الاستقراء و الاستنتاج المنهجي العلمي ... ففهموا من النصوص ظواهرها و فسروها بجهل شديد لواقع الحياة...
* أو أنك لم تفهم ما قرأت أو قرأت شيئا مبتورا ففهمت أنه هو (منهجية الفقهاء في التعامل مع الحاكم) !

**

ثم إن كان ردك الأخير هذا "ردا مختصرا عن الجزء الأول من سياق حديثي (عن منهجية التغيير)" كما تقول ... فأين ردك على باقي أجزاء حديثي؟.. و التي أرى أنها شديدة الأهمية و اللصوق بباقي أجزاء الموضوع.

يساري مسلم:

دعنا لا نتحدث إلا عن فكر لفكر و رأي لرأي دون أن نفترض غربنة للأفكار أو علمنة أو حتى أسلمة كي يكون الحوار من منطلقاتنا نحن و كل يؤخذ منه و يرد إلا صاحب المقام عليه الصلاة والسلام...

...

يا ترى ما رأيكم في رد اليساري على الأصولي؟؟!! بل انتظروا قليلا لأن رده لم ينته بعد!

و هذا ما سنعرفه و غيره إن شاء الله .. في الحلقة القادمة.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

### حوار مع يساري مسلم... بالعقل كدا 1

### حوار مع يساري مسلم... بالعقل كدا 2

هناك تعليقان (2):

Dr.khaled يقول...

الهروب الكبير :)

فلتتركني أشاهد فقط لا غير :(

محمد عبد المنعم يقول...

بالعكس يا خالد
دا إنت بالذات عايزك ما تهربش ... الساحة بتاعتك و ملعبك

الموضوع سخن عندك و عندنا و في الصحف و القنوات الفضائية

ليس هناك بد ... إذن فهي الحرب

إوعى تكون مشاهد فقط

و علق براحتك